Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مجمع الملك سلمان «الحصن المنيع» للغة العربية

مجمع الملك سلمان «الحصن المنيع» للغة العربية

يهدف لإبراز مكانتها وتفعيل دورها إقليميا وعالميا

A A
تهديدات كثيرة تواجه اللغة العربية، بينها طغيان اللهجات العامية على وسائل الإعلام والتعليم، وتواضع المحتوى الذي تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤثر على التلقي عند الأجيال الناشئة، هذه المهددات وغيرها كانت مثار حديث الأكاديميين الدكتور عبدالله الفيفي والدكتور عبدالله الحيدري في هذا الاستطلاع الذي أشادا خلاله بقرار إنشاء «مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية» والذي يهدف لإبراز مكانتها وتفعيل دورها إقليمياً وعالمياً.

البعد العالمي

أكد الشوري السابق الدكتور عبدالله الفيفي -أستاذ اللغة بجامعة الملك سعود- أن نعت مجمع الملك سلمان للغة العربية بـ»العالمي» يشير إلى رؤية واضحة بربط لغتنا بالعالم من خلال التعريب والترجمة، إضافة لإعطائه بعداً عالمياً يتجاوز به عثرات مجامع اللغة العربية الأخرى. وقال: «أهل اللغة هم الذين يفرضون عالميَّتها؛ بعطائهم الحضاري، فاللغة العربيَّة كانت منتشرة عالمياً في الفترات التي كانت فيها للعرب حضارة عالميَّة، ثمَّ تراجعت بتراجعهم، وأعني هنا التأثير الحضاري العالمي بأبعاده المختلفة، لا التأثير المادِّي وحده». وأضاف: «كثيرون يرون أن بعض اللغات فُرضت على العالم بسبب التطور الصناعي في بلدانها، إلا أن الواقع يؤكّد أن ذلك التطور ليس سوى جانب معزز لقيمة اللغة وحضورها، ولا يكفي بدون عوامل أخرى إنسانيَّة، دِينيَّة، وثقافية، وأدبية». وأردف: «على سبيل المثال، هل اللغة اليابانيَّة عالميَّة؟ أم اللغة الصينيَّة؟ أم الروسيَّة؟ مع أن تلك لغات دولٍ صناعيَّةٍ كبرى. هنا ينبغي السؤال عن صلاحية اللغة بين أهلها، وحيويَّة حضورها فيهم. فإذا وجدتهم يتشدَّقون بغيرها في ربوعها، لفظاً وكتابة، فأقم عليها وعليهم مأتماً وعويلاً؛ فإن أمنت اللغة من ذلك، جاءت المعزِّزات الحضارية لترسيخها ونشرها، كما حدث مع العديد من الدول التي استطاعت إحياء لغاتها الميِّتة منذ آلاف السنين، وجعلتها لغة التعليم والصناعة والتداول الدولي». وأشار الدكتور الفيفي إلى أن هناك مهددات كثيرة للغة العربية في الفترة الحالية، جزء منها قادم من الداخل والآخر من الخارج، معتبراً اللهجات العامية تمثّل أحد المهددات الداخلية بطغيانها على الإعلام والتعليم، وكذلك المحتوى الرديء الذي تفيض به وسائل التواصل الاجتماعي، فيما ذكر من المهددات الخارجية سيطرة اللغات الأجنبية على التعليم الجامعي في المملكة والوطن العربي، وكأننا أمة بلا هوية أو لغة أو ثقافة على حد قوله.

المهد العروبي

وأبدى رئيس أدبي الرياض السابق -أستاذ الأدب والنقد- الدكتور عبدالله الحيدري تفاؤله بإنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وقال: «تعد أرض المملكة مهد الفصحى ومدرج الفصحاء، وعليها عاش شعراء المعلّقات العشر، وغيرهم من رجال الفصاحة والبيان، لذلك فإن المجمع الذي يعد أبرز المبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها وزارة الثقافة، سيحقق ولا شك تطلعات المثقفين والأدباء واللغويين، والجميع ينتظر منه استكمال ما بدأته المملكة منذ تأسيسها من جهود موجهة لخدمة لغتنا وهويتنا». وأكمل: «يحدونا الأمل والتفاؤل الكبيرين أن يقدم المجمع عناية فائقة بلغتنا العربية وأن تأتي جهوده مكملة لجهود المراكز والمجامع اللغوية في المملكة والوطن العربي في سبيل حماية اللغة العربية والدفاع عنها وعقد الندوات والمؤتمرات التي تناقش مستقبلها».
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store