Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

في سعيه لإيقاف الحرب في اليمن.. هل ينجح «كنج» في ما فشل فيه«كيري»؟!

A A
كما توقعنا، رفضت مليشيات الحوثي مقترح الحل الذي طرحه المبعوث الأمريكي لليمن ووصفته بغير المقبول، وبأنه مؤامرة ولم يأت بجديد، وأقل مما قدمها المبعوث الأممي، بل وصرح أحد قادتهم بأن المقترح الأمريكي يحاول أن ينتزع منهم ما لم تستطع الحكومة الشرعية انتزاعه بالحرب، وقابلت المليشيات الحوثية هذه الدعوة بفتح جبهات جديدة مع تصعيد عدوانها العسكري وإطلاق عشرات الصواريخ الباليستية والمسيرات في داخل اليمن وخارجه.

ويبدو أن الرؤية ما زالت غير واضحة لدى المندوب الأمريكي (لندر كينج)، رغم أنه قد صرح بأن الحوثيين يعطون الأولوية لحملة عسكرية للسيطرة على (مأرب) بدلاً من وقف الحرب ونقل المساعدات إلى الشعب اليمني.. وإنني لأتساءل: كيف ستنجح الولايات المتحدة في مساعيها في إيقاف الحرب في اليمن مع مليشيات تتبنى خطابًا معاديًا للولايات المتحدة وشعارهم (الموت لأمريكا)، واتهموا سلاح الجو الأمريكي عام 2009 بالاشتراك في شن غارات عليهم وقتل (120) شخصًا واصفة ذلك بأنه جريمة وحشية تظهر الوجه الحقيقي للولايات المتحدة، كما اتهمتها بمنعها دعم المنظمات الدولية لوزارة التربية والتعليم!

وما هو الجديد لدى الإدارة الأمريكية الجديدة الذي تبني عليه تصوراتها في وضع نهاية لهذه الحرب وقد فشلت من قبلها إدارة الرئيس الأسبق (أوباما) حينما تقدمت بمقترح (جون كيري) عام 2016 الذي تضمَّن إيقاف الحرب وتشكيل حكومة وحدة وطنية وانسحاب المسلحين من العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، ونقل كل الأسلحة الثقيلة بما فيها الصواريخ الباليستية التي في أيدي الحوثيين إلى طرف ثالث، والتوقف عن قصف المدن السعودية وتسليم أسلحتهم والدخول في حكومة ائتلافية مع خصومهم السياسيين.. لم يكتب لها النجاح كغيرها من المبادرات العديدة التي تقدمت بها دول ومنظمات، حتى قرار البرلمان الأوروبي الأخير الذي دعا إلى إنهاء الحرب في اليمن رفضوه.. وإذا كان هناك من حل عملي تريد الولايات المتحدة أن تتبناه فعليها فرض عملية سياسية من شأنها التمهيد لوقف فعلي لإطلاق النار وطرد المستشارين العسكريين الإيرانيين من اليمن.

لا شك بأن التزام الحكومة اليمنية الشرعية ودول التحالف بالقرارات الدولية وقبولها المبادرات وعدم التزام من قبل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ساهم في إطالة أمد الحرب، وبدا أن الجميع على اقتناع بصعوبة الاستمرار في مشاورات سلام من دون وجود طرف منتصر قادر على فرض شروطه على الطرف الآخر، ومع تعذر تطبيق القرار الدولي 2216 والذي طالب الحوثيين بوقف القتال وسحب قواتهم من المناطق التي فرضوا سيطرتهم عليها بما في ذلك (صنعاء) وتفتيش الشحنات المتجهة لليمن، يستدعي استمرار الضغط العسكري وتشديد الحصار على مناطق سيطرة الحوثيين لإجبارهم على القبول بحل سياسي للنزاع سلمًا أو حربًا.

إن التعاون الذي تبديه المملكة مع أي مقترح يهدف لإيقاف الحرب ويحمل في طياته حلاً سياسيًا شاملًا في اليمن يأتي وفق تطلعاتها وسعيها لتحقيق الأمن والنماء للشعب اليمني، فحل الأزمة اليمنية لا شك يتطلب انخراط الجميع في العملية السياسية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store