Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الانتهازيون الخبثاء

من الجيد أن يحسن الإنسان الظن بأخيه الإنسان، لكن في هذا الكون خلق كثير يحسنون انتهاز الفرص، بل يذهبون أبعد من هذا بكثير، إذ يحاولون خلق الفرص عبر استغلال الآخرين، أي هم انتهازيون من الدرجة الأولى، وهم يبذلون كثيراً من الجهد أحياناً للتأثير على ضحاياهم حتى يلبوا لهم طلباتهم أو يحققوا لهم رغباتهم.وهناك عدة (تكتيكات) يلجا إليها ه

A A
من الجيد أن يحسن الإنسان الظن بأخيه الإنسان، لكن في هذا الكون خلق كثير يحسنون انتهاز الفرص، بل يذهبون أبعد من هذا بكثير، إذ يحاولون خلق الفرص عبر استغلال الآخرين، أي هم انتهازيون من الدرجة الأولى، وهم يبذلون كثيراً من الجهد أحياناً للتأثير على ضحاياهم حتى يلبوا لهم طلباتهم أو يحققوا لهم رغباتهم.وهناك عدة (تكتيكات) يلجا إليها هؤلاء الانتهازيون للسيطرة على الآخرين، من أشهرها وأكثرها ودية أسلوب الثناء حد الإفراط أحياناً. هنا يلجأ الانتهازي إلى كيل المديح للضحية حتى يخجل الممدوح من رد طلب المادح، فيقدم له الخدمة التي يريد طائعاً مختاراً خشية أن يخيب أمله أو يفقد المكانة التي يحسبها محفوظة في وجدان المادح وقلبه، بينما هي لم تتجاوز لسانه الحلو وعقله الماكر.وبعض الأزواج المخادعين يحسن هذه الحيلة فيأكل (عقل) زوجته حتى تمنحه شيكاً على بياض ليفعل في أملاكها ما يشاء، لينتهي حال بعضهن إلى إفلاس مدمر في حين يتقلب الخبيث الماكر في أحضان زوجة جديدة ليبدأ معها بعد حين مشواراً جديداً من الاستغلال والانتهازية.وبعض الرجال يحتال على أخواته بمديح فارغ حتى يستولي على نصيبها من الإرث مثلاً، فيصفها بالحكمة والذكاء وبعد النظر حين تتنازل له عن كل نصيبها من الإرث المستحق لها، وحتى لا يقع في يد الزوج الغريب شيء منه.وآخرون يتسلقون على ظهور الضعفاء بكلمات معسولة، وربما بقصائد موشحه لينتهي الحال بالمخادع في مرتبة (فوق) بينما يفوز المخدوعون بموقع (تحت).طبعاً يمكن للحذر الواعي من صد المادح المخادع بجفاء وغلظة، لكن الحكمة تقتضي أن لا يقول الممدوح (لا) مباشرة، وإنما يسبقها بموشحات مماثلة من المديح (الفاخر) و (الطنطنة) الفارغة، أي يرد له بضاعته التي سبق بها، ثم يهمس له في هدوء (آسف) أو (سوووري) بالعربي الفصيح، أو (قم بس قم) بالفرنسي العبيط. 
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store