Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مستشفى مهجور بمكة منذ 30 عامًا يرعب جيرانه

A A
أحد الأبنية المهجورة لمستشفى أهلياً وسط حي النزهة بالعاصمة المقدسة لا يزال صامداً في وجه الإزالة منذ 30 عاماً رغم تحوله إلى ملاذاً وأرضاً خصبة للجرائم بكافة أنواعها، ويشكل طبيعة غير حضارية وكذلك مضايقة السكان وتهديد صحتهم كونه أصبح ملجأ للحيوانات الضالة، ومنبع للحشرات والقوارض، ومصدرا للتلوث نتيجة تراكم المخلفات والنفايات، حيث لم يتم إزالته من الموقع في ضوء السنوات العديدة منذ إغلاقه، فضلاً عن كونه آيلا للسقوط، فيما تحيط به العديد من القصص والروايات الغامضة، بما في ذلك عن العصابات والجن لتؤثر على الحالة النفسية لكل من يعيش بجواره.

وينتشر الرعب والقلق بين سكان الحي بسبب المرحلة الصعبة التي وصل إليها مستشفى النزهة من هجره وإهماله، وسقوطه من اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه ضمن جهود اللجنة المختصة بمثل هذه المباني، فيما يزيد من الخوف والقشعريرة في أجساد كل من يمر بالقرب من موقع المستشفى حتى أصبح حديث سكان المنطقة بأكملها، كما حوّل البعض المستشفى إلى مكان للمغامرات لمعرفة القصة كاملة، ولم يوقفهم الخوف مما يسمعون عنه من أفكار مروعة، لأن الغموض الذي عاش فيه جذبهم باقتحامه ودخول ساحاته، وعندما ظهرت معاناة السكان بسبب ما كانت عليه حالة المستشفى المثيرة للجدل والريبة، ازداد الخوف تجاهه عندما بقي صامداً في وجه الإزالة من الموقع.

ومنذ إنشائه عام 1391 هـ، أصبح المستشفى مفتوحًا من جميع جوانبه بنوافذ وأيوب محطمه، وسيارات إسعاف متهالكة، وبات واضحاً بدون اختصاصات طبية وأيضاً بدون أطباء ومراجعين، وتنتشر أنواع مختلفة من الأدوية في جميع أنحاء المستشفى، وهناك العديد من المستلزمات الطبية الملوثة، إلى جانب بعض أقسامه تحتوي على أسرة تالفة وأثاث قديم قد يكون بعضها غير صالح للاستعمال، وتمزقت وثائقه وأوراقه الرسمية وتناثرت في ممراته، وأنواع كثيرة من المخلفات والنفايات التي قد تهدد الصحة العامة نتيجة تراكمها، ووجود كتابات عشوائية على جدرانه الخارجية وكذلك الداخلية في جميع طوابقه.

ويتألف المستشفى من خمسة طوابق، منها ثلاثة مبان وعدد من الملاحق بسعة 216 سريرًا، ويمتد المستشفى على مساحة تزيد عن 3000 متر مربع، وتم تخصيصه كمستشفى للنساء والولادة ثم تحول إلى مستشفى عام بعد نقل ملكيته إلى شخص آخر عام 1400 هـ ليغلق عام 1412 هـ لأسباب مجهولة، وكان يحتوي على العديد من مستودعات الإمدادات والمحارق الخاصة كذلك يضم الأجهزة والأقسام والوحدات الطبية، منها غرف التنويم والعمليات الجراحية والمختبرات والعيادات الخارجية وغرف العناية المركزة ودور الحضانة وثلاجات الميتة والمكاتب الإدارية، لكن الظروف الغامضة التي مر بها جعلته يعيش في حالة غير صحية وحتى مزعجة للغاية ومقلقة كثيراً.

ورصدت «المدينة» استغراب الكثيرين من عدم تفاعل الشؤون الصحية في المنطقة وأمانة العاصمة المقدسة مع الوضع الذي وصل إليه المستشفى على شكل منازل مهدمة ومرت سنوات عديدة وهلكت بسبب عدم استخدامها، ويتبع المستشفى حوشاً ممتلئ بالأشجار الكثيفة التي قد تتعرض للحرق في أي وقت، كما يحتوي الحوش على عدد من السيارات المدمرة التي لا يعرف أصحابها، بينما كان المستشفى وجهاً طبياً يتردد عليه الكثير من سكان المنطقة للمراجعات الطبية والعمليات الجراحية، وهو ما دفعهم إلى اتهام الجهات المختصة بعدم محاولة هدم المستشفى لما يسببه من مظاهر سلبية تهدد حياة جيرانه، فأصبح مكانًا موحشاً يسبب الرعب والقلق لزوار حديقة الحي الواقعة في الخلف.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store