Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

لماذا تم «تجريم» جماعة الإخوان؟

A A
يستعرض الأستاذ «أحمد عرفه» في الصحيفة الإلكترونية، «اليوم السابع» المصرية، وأنا أقتبس منه «حرفياً»، حيث أشار إلى كتاب «العلاقات السرية» للكاتب «مارك كيرتس»، والذي صدر عام 2010، وأشار فيه الكاتب إلى «وجود صلات قوية بين الإنجليز والجماعة منذ النصف الأول من القرن الماضي»، ويتحدث من خلال وثائق بريطانية رفعت عنها السرية مؤخراً، حول «توطيد العلاقات من خلال التمويل والتخطيط لإفشال المنطقة العربية والإسلامية». ويشير الكاتب إلى أن توثيق العلاقة بين الإنجليز والجماعة «بدأ من الحرب العالمية الثانية»، ويقول الأستاذ أحمد عرفه، نقلاً عن الكاتب «مارك كيرتس»، «شهدت جماعة الإخوان المسلمين نمواً ملحوظاً بقيادة حسن البنا، والذي يسعى لتأسيس مجتمع إسلامي ليس في مصر فقط ، ولكن في كل أقطار الدول العربية، ولذلك أنشأ العديد من الفروع لجماعته، في كل من السودان والأردن وسوريا وفلسطين وشمال إفريقيا، بهدف إقامة دولة إسلامية تحت شعار»القرآن دستورنا».

من تلك الاقتباسات السابقة، من الأستاذ أحمد عرفة، نستهل مقالنا الأسبوعي، لكي نؤكد للقارىء الكريم أن جماعة الإخوان، التي أسسها «حسن البنا الساعاتي» هي «صنيعة» الاستعمار الإنجليزي، والإنجليز لا يتركون بلداً استعمروه إلا وتركوا وراءهم مَن يفسد فيه وفي عالمنا العربي والإسلامي للقضاء على الإسلام الحقيقي الوسطي السمح الذي لا يقبل التطرف في أي اتجاه يميناً كان أو يساراً، فهو دين عصري يواكب كل زمان وكل مكان.

نعود لسؤالنا الذي يعنون مقالنا لنقول إننا تنبهنا لخطورة جماعة الإخوان الإرهابية في مجتمعنا، ولو أنه جاء متأخراً، والبركة بالزعيم القادم بقوة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، فهم من طهّروا مجتمعنا من هذه الجماعة الإرهابية، وطردوها خارج حدود بلدنا بعد أن عاثت في مجتمعنا فساداً وإفساداً لعقود طويلة، اخترقوا مؤسسات الدولة، وسيطروا على مفاصل مجتمعنا، ولذلك ليس فحسب الدولة أيدها الله قامت بتجريمها بل إن هيئة كبار العلماء الموقرة، وهي المرجعية الدينية في بلدنا، جرّمتها «حيث أكدت هيئة كبار العلماء، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس»، «أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب».

إذن تجريم الدولة وهيئة كبار العلماء لهذه الجماعة لم يأتِ من فراغ بل وفق أدلة وبراهين «دامغة» تثبت انحراف هذه الجماعة عن الدين الإسلامي الحنيف الوسطي من أجل مكاسب حزبية، وتشويه كامل لدين إسلامي عظيم نزل من السماء لكي يحافظ على الضرورات الخمس (الدين والعقل والمال والعرض والنفس)، وتلك الضرورات الخمس تم انتهاكها بالكامل من قبل هذه الجماعة الإرهابية، والتي زرعها الاستعمار الإنجليزي لشق الصفين العربي والإسلامي.

في بلدنا السعودية العظمى احتضناهم بطيبتنا، مع بالغ الأسف، كمستضعفين في بلدهم مصر،»المنشأ» لهذه الجماعة، وفي فروعها في سوريا والأردن والسودان وفلسطين وشمال أفريقيا وغيرها من البلدان، فتمسكنوا حتى تمكنوا من مفاصل القطاعات المهمة، والتحكم بشؤونها الداخلية والخارجية، وإقصاء المرأة وتصويرها على أنها «رجس من عمل الشيطان»، وأعاقوا التنمية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بالإرهاب والعنف وإثارة الفتنة بين شرائح المجتمع المختلفة، وببث الفرقة بين مجتمعاتنا العربية والإسلامية. طردنا هؤلاء الخونة والعملاء للغرب والشرق من مجتمعنا ولم يتبقَّ إلا أعوانهم ومناصروهم ومؤيدوهم وداعموهم وخلاياهم النائمة الذين سيتم كشفهم وتعريتهم، واستئصالهم من مجتمعنا من قبل جهاز أمن الدولة القوي، الذي نشد على يده، والضرب بيد من حديد على كل من يدعم أو يؤيد أو يناصر سواء في قول سابق أو لاحق أو تغريدة سابقة، أو بأفعال أو بفكر منحرف مؤدلج، فالتسامح معه يجب أن يكوناً صفراً ولا مكان له بيننا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store