Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

المبدأ الثابت لا يتغير..

A A
إذا دخلناعالم تويتر، وتصفحنا هذه الوسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، والمؤثرة تأثيراً كبيراًعلى حياتنا، كون تويتر إحدى أهم وسائل الإعلام الحر الجديد، سوف نجد أنفسنا أمام إعلام حر منفلت لا ضابط له، ولا يحكمه إلا «الرقابة الذاتية» لدى الشخص. ومما لاحظناه وجود «البعض» من البشر، الذين ليس فحسب يغردون ولا يعون جيداً أن الملايين تشاهد تغريداتهم، بل إن كل تغريدة يتم رصدها سوف تستخدم ضده في يوم من الأيام، ويحاسب عليها. المبدأ الثابت للشخص، والذي نستهل به مقالنا الأسبوعي هو أن «البعض» عندما يكون لديهم مبدأ ثابت لا يتغير بتغير الزمان أو المكان، فإنهم بذلك يحمون أنفسهم من مطبات هم في غنى عنها، وبخاصة عندما يتناول البعض في تغريداتهم الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره وولاة أمره، وقبل ذلك الدين. وعلى النقيض من ذلك عندما لا يكون لدى «البعض» ذلك المبدأ الثابت، فيشعرون في «وقت من الأوقات» أنهم في منأى عن المحاسبة فيقعون في مطبات قد تكون مدمرة لهم، وقد يدفعون ثمنها غالياً. ومما لاحظته «أنا»، والعياذ بالله من الأنا، ومن خلال أكثر من 8 سنوات في تويتر أن «البعض» غردوا بتغريدات إما مسيئة للوطن وولاة أمره، أو مسيئة للدين، أو مناصرة لأفراد، أو لجماعات أو تنظيمات أو غيرها، هدفها زعزعة أمن واستقرار الوطن. فهذا «البعض» من الناس ممن لديهم مبدأ غير ثابت، في وقت من الأوقات، تجاه أوطانهم وولاة أمورهم، وتأييد من يريد إلحاق الأذى بمجتمعاتهم بتطرفهم وعدوانيتهم وغطرستهم، فإنهم هذه الأيام بتغريداتهم السابقة أو اللاحقة يدفعون ثمن تغريداتهم، لأن المبدأ لديهم غير ثابت، وهو مبدأ «متلون» يتلون مع الزمان أو المكان من أجل خدمة مصالحهم الشخصية الضيقة، وليس لخدمة مصالح المجتمع العليا. هؤلاء غير العقلاء، أصحاب المبدأ غير الثابت و»المتلون»، تجدهم يعيشون هذه الأيام حياة غيرطبيعية، وحالة نفسية غير مستقرة، ومعنويات متدنية، بل أنهم يصابون بالأمراض النفسية، وتنتابهم الكوابيس الليلية والنهارية، ويسيطر عليهم الخوف والرعب مما سوف يحصل لهم في قادم الأيام. أما العقلاء من البشر، والذين لديهم «مبدأ ثابت لا يتغير» تجاه أوطانهم وولاة أمورهم، والمتمثل بالدفاع عن هذا المبدأ، تجدهم يعيشون حياة طبيعية، وحالة نفسية مستقرة، ومعنويات عالية كونهم يغلبون مصالح المجتمع العليا على مكاسبهم الوقتية، وعلى المصالح الشخصية الضيقة.
فلو أخذنا على سبيل المثال، المناصرين لجماعة الإخوان الإرهابية، والداعمين لها وفكرها العفن المنحرف والمسيس، والتي تم تجريمها من قبل الدولة أيدها الله، وهيئة كبار العلماء الموقرة، لوجدنا أنهم «تورطوا»، ولم يكن في حسبانهم أنه سوف يأتي يوم من الأيام سيحاسبون على تغريداتهم المناصرة لهذه الجماعة ضد أوطانهم. فهذه الجماعة الإرهابية، وأنا هنا أتحدث عما فعلته هذه الجماعة الإرهابية في بلدنا، من سيطرة شبه كاملة على مفاصل مؤسسات مجتمعنا، وأصبح من يريد منصباً أو مكسباً مادياً، أو جاهاً أو سلطاناً، ما عليه إلا أن يحك لسانه ويغرد على حسابه في تويتر لمناصرة هذه الجماعة لكي يناله ويطوله الدعم والتبريكات من هذه الجماعة!!، ولكن دائماً يقال «لا يصح إلا الصحيح» و»ما بني على باطل فهو باطل»، فعندما تولَّى مقاليد الحكم ملكنا وحبيبنا سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان حفظهما الله، وطردوا هذه الجماعة، أصبح أعوان ومناصرو هذه الجماعة يمرون بموقف عصيب لم يحسبوا له حساباً البتة، لأن «المبدأ» لديهم متلون و»مضروب» في الوقت ذاته. المبدأ الثابت الذي يناصر الوطن وولاة أمره والدفاع عنهم، والدفاع عن الدين، هو مبدأ لا يتغير بتغير الزمان أو المكان، لأن نصرة الوطن وولاة أمره والدين هي المبدأ الثابت الصحيح الذي لا يتغيرعلى الإطلاق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store