Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

الزكاة وإعادة النظر في النفقة على الموظفة!

A A
واجهت العام الماضي قبل رمضان حالات كلها تدور حول شقيقة الصلاة، أقصد الزكاة، أحد هذه الحالات شخص مع علمه ان الزكاة ركن من أركان الإسلام إلا أنه يتغافل أن يخرجها مع العلم أن لديه مالا وفيرًا في حسابه فقلت له لماذا؟ قال: تكاسلا واهمالا، فقلت عليك بالتوبة الى الله والاستغفار، وعليك أن تسأل أحد العلماء عن زكاة المال للسنوات الماضية التي لم تزكي فيها والسنة الحالية فأنا لست مفتيًا لكن مادام الصلاة تقضى والصوم يقضى فلابد أن شقيقتهما تأخذ حكمهما، وكثير من الناس يهمل في إخراج الزكاة وما علم أنها أخت الصلاة وهما ركنان من أركان الإسلام ولا يقوم الدين إلا بهما ولا يظهر الإسلام إلا بأدائهما.

أما الحالة الثانية فيعرف أن الزكاة شقيقة الصلاة ومتدين إلى أبعد الحدود ومن المصلين إلا عندما سألته عن الزكاة وكم هي قيمة ما يخرجه؟ قال: أنا ما أخرج أي مبلغ، قلت له خير، لماذا لا تخرج الزكاة؟ قال: أنا عند شهر شعبان أقوم بشراء استثمارات وعقارات فلا يكون هناك رصيد في البنك إذا دخل رمضان وكل عام أعمل نفس الشيء قلت له: مع أنه قد يكون عملك هذا صحيحًا وليس عليك زكاة إلا أن هذا التفكير شيطاني وإذا أنت تتعمد عمل ذلك هروبًا من الزكاة فإن الأمر سيئ في حق مالك أن يكون مباركًا، يريد لك الله الإنماء والتطهير والبركة والطاعة من خلال الزكاة، والتصرف بهذه الطريقة يبعدك عن البركة كما أنه ينمي عن أنك شخص بخيل في حياتك ولو طاب لك الأمر لتنفست من منخر واحد والمنخر الآخر استثمرته وحولت مبالغه إلى عقار، أيعقل أن تتعامل مع الله بهذا الشكل؟ اتق الله وآت المسكين حقه ولا تتبدل الخبيث بالطيب.

أما الحالة الثالثة فقد كان يزكي ولكن يؤديها بدون دقة في حسابها بل أحيانًا كما يقول يخرج أكثر من المبلغ المستحق للزكاة وهو عمل طيب لكن إخراج الزكاة مرتبط بدقة الحساب.

أما الحالة الرابعة فأكاديمية عندما جاء النقاش عن الزكاة أخبرتني بكل براءة أنها لا تزكي، فقلت لها خير ياطير!! قالت زوجي يزكي، قلت لها إن مالك الذي في البنك عليك فيه زكاة، إن أحد الأمور التي تحتاج إلى إعادة النظر هو فهم النساء المتزوجات لموضوع النفقة وأنها على الرجل ومالها خاص بها حتى وصل ببعضهن الحال إلى أن تريد أن يزكي زوجها عنها وهي حالة نادرة في الفهم، فالمرأة العاملة في المجتمع الغربي عليها واجبات مالية نحو بيتها ومصروفات الحياة مادام هناك مورد مالي لها وأحيانًا يكون راتب الزوجة ثلاثين ألفا والزوج عشرة آلاف فبأي حق تطالبه بالنفقة؟ فأتمنى أن نعيد فهمنا نظاميًا في هذا الموضوع على الأقل من لديها وظيفة ومصدر مالي يرفع عن الزوج النفقة عليها وتشارك في النفقة على أبنائها وبناتها بل عليها أن تشارك في مصاريف البيت والحياة كما هو الحال في الغرب لأن الشريعة الإسلامية لها مقاصدها في أحكامها، ولعلي أعود إلى هذا الموضوع وأوضحه فهمًا وعمقًا من الناحية الشرعية والاجتماعية، أعود وأقول إن الزكاة شقيقة الصلاة فعلى كل مسلم ومسلمة أدائها كما أوجب الله حيث يقول سبحانه وتعالى (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store