يعتبر تأهيل المزيد من الكوادر الوطنية لخدمة ضيوف الرحمن، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين بشكل دائم ومتواصل، هدفاً يتكامل مع مستهدفات رؤية 2030، والتي ترمي إلى رفع كفاءة أداء جميع مؤسسات الدولة دون استثناء.
وتمكّن مثل هذه البرامج المنتسبين إليها من التدرب على مهارات عملية تتعلق على وجه الخصوص بالقدرة على تخطيط وإدارة الفعاليات الكبرى، وفهم الأساليب والطرق الكفيلة بتوفير أعلى قدر ممكن من أمن وسلامة وانسيابية الحجاج والمعتمرين، بالإضافة إلى التدرب على أفضل الاستراتيجيات المستخدمة في إدارة الحشود، وإدارة المخاطر، والتدرب على منهجيات تقييم الأداء، ووضع التقارير المتخصصة بعد نهاية كل حدث، لتقييم الأداء، وفهم متطلبات التطوير المستقبلية.
كما تمكّن هذه البرامج المنتسبين إليها من التدرب على ضبط إيقاع حركة الكم الهائل من الحجاج أو المعتمرين، من خلال استخدام أساليب التوعية الخاصة بالزحام وتنظيم الحركة، مع الاستعانة بجميع الإمكانات والأدوات التي توفرها الدولة لإنجاز تلك المهام على أتم وجه.. ومن جهةٍ أخرى، تهدف تلك البرامج إلى تدريب منتسبيها على مهارات فهم سلوكيات الحجاج كلٌ وفق جنسيته وثقافته، بهدف التخطيط لوضع تصور حول أفضل سبل الاتصال بين المنظم وبين مجموعات الحجيج.
من ناحيةٍ أخرى، تبرز أهمية برامج التأهيل الخاصة بإدارة حشود الحجاج والمعتمرين من خلال حرص خطة 2030 التي بدأت المملكة فعلياً بتنفيذ مرتكزاتها، على تقديم نجاحات المملكة الطويلة، وعلى مدى عقود في الإدارة الناجحة لمواسم الحج والعمرة، من خلال منظور أكثر أكاديميةً، حيث إن الكوادر التي سيتم تأهيلها، ستصبح بشكل تلقائي في المستقبل كوادر قيادية بمرور الزمن، وستحمل بالإضافة إلى خبراتها التراكمية، معرفة وعلم وثقافة ناتجة عن برامج التأهيل تلك.
وبوجهٍ عام، تعتبر مثل هذه البرامج التأهيلية بمثابة مقياس على مدى تفهم المجتمع للمتغيرات الاستراتيجية الكثيرة التي باتت تحدد خارطة طريق عمل وأداء المملكة ككل، في عصرٍ يعتبر التأهيل العلمي فيه من أهم ركائز التطوير والتنمية.. ويعد تخريج المزيد من المتخصصين في تنظيم مواسم الحج والعمرة، مطلباً ملحاً، مع النمو السكاني في المملكة داخلياً، ومع الزيادات التي كثيراً ما تحدث في مواسم الحج على صعيد أعداد الحجاج القادمين من الخارج.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
