Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

الحاقد يقتل نفسه

A A
لا تكره أحداً مِن كُره أحدٍ له.. هذه الرسالة البسيطة جداً مهمة لكي لا تقع في وحل من الأمراض لا فكاك ولا نجاة لك منها..

للأسف أن هذا الأمر مُتفشٍ في بيئات العمل، فتجد العلاقة قائمة على الكره والحسد والحقد دون أن تجد مُبرراً أو سبباً منطقياً، وعندما تتعمق قليلاً في المسألة تجد أن الأمر قائم على قال فلان وقال فلان!.

وكل شخص يتحمس لحقده وكُرهه ويزداد مرضه وأنت تتساءل: ما الذي جعلهم بهذا السوء؟

يمنحك الله حياةً كريمة، ووظيفة جيدة الكثير يحلم بها، وأسرتك لا تشتكي من البطالة ومع ذلك تكره فلاناً وتحسد فلاناً وتحقد على فلان لرزقٍ آتاه الله!.

هل سيأكل من رزقك شيئاً؟ طبعاً لا ..

هل تضررت من وجوده؟ طبعاً لا ..

فقط لأنه لا ينتمي لك؟

مع ذلك تغرق في أحقاد مملوءة بالاستنتاجات والأقاويل دون أن تعي طريق الهلاك الذي تسلكه..

ما منحه الله لغيرك هو رزقهم، هو هبة منه عز وجل لأُناس ليس لديهم في هذه الحياة سوى دعوات أمهاتهم، فيما البعض لديه (واسطة) أب وعم وخال وجد ومع ذلك يريد أن لا يكون لأحدٍ حياة سواه!.

أن تكون مريضاً مُختلاً يسكن عقلك الحقد لأي سببٍ كان هذا لا يسمح لك بأن تتحول لبؤرة شر لا همّ لها سوى الطعن في الآخرين ونشر الكراهية تجاههم..

الله وحده يعلم خوافي الأنفس ولست علاّم الغيوب حتى تُحاسب الناس على ما قال فلان وقال فلان، وحتى لو كان ما تسوّق له من جنون صحيحاً، لستَ قاضياً حتى تُحاسب الناس.

نعم الحاقد يقتل نفسه، لكنه يتسبب بالكثير من الأضرار قبل هذا..

بلهجة واضحة جداً: إن كُنت لا تستطيع السيطرة على نفسك (اكف الناس شرّك) وعِش أحقادك وهلوساتك لوحدك، لا تكن معتوهاً لا هم له في هذه الحياة سوى ملاحقة الآخرين بهذه الأوبئة التي تمكنت منك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store