Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عمودية العمد.. أين هي؟!

No Image

A A
مع التقدم الحضاري تتغير الهياكل الوظيفية، تستحدث مواصفات ومهام لوظيفة قديمة.. كانت كافية لتلك الأيام.. يبقى هؤلاء في خانة الرواد، مطلوب منا أن نتأمل ملفاتهم وسيرهم وأعمالهم وتنظيم أحوال مسؤولياتهم لنستفيد منها ونحن نبني فوق القديم أبراجًا عالية.. من النظم الحديثة نوفر معها عنصر الأصالة الذي يعطيها ميزة الارتباط بالأرض والتفوق في الأداء.. اتحدث هنا على العمد أيام زمان وماضيها، عرفتهم أحياء جدة عروس البحر الأحمر في شخصياتها التي كونتها سواعد الرواد وكان لديهم النظرة البعيدة عن مرئيات المستقبل في مدينة تملك الجمال والتقاليد والبحر والتاريخ العتيد أيام كانت الأمور الحياتية تبدو بسيطة.. والناس مشغولون بالعناية بمنازلهم القديمة.. المرتفعة الجدران.. التي كانت مصممة لتوفر للسكان تكييف هواء طبيعي.. يتعاملون مع البحر.. لقاءاتهم في الميناء والبنقلة (بعد صيد الأسماك) ويسهرون في المقاهي البسيطة.. يشربون القهوة العربية.. الجميع يعرف بعضهم البعض.. ويعرفون أيضًا العمد الذين يعتبروهم في الواقع عمداء للأحياء.. كل عمدة يقوم بمسؤلياته في حيه.. ويعرفها شبرًا شبرًا.. كانوا يجوبوا حاراتها وشوارعها ليلا نهارًا.. على ظهر الموتوسيكلات التي كانت دابة المواصلات.. بعد الجولات يعودون إلى مكاتبهم.. وتُسجل الملاحظات ليرفعوها الى مسؤولي البلديات ويسجل وقائع حياة بسيطة لكنها ثرية بالتراحم والتواصل وغرس قيم الأهلية والود.. قد تكون وظيفة العمدة قد دخلت إلى رحاب الذكرى والتاريخ لكن تظل مرسومة على الماضي.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store