Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

الوعي بالمخاطر قبل السفر..

A A
أمس الاثنين فتحت المعابر الحدودية البرية منها والجوية والبحرية للمواطنين للسفر، بعد الإغلاق الذي استمر لأكثر من أربعة عشر شهراً، فـ»جائحة» كورونا، ذات الأصل والمنشأ الصيني، لم تشل فحسب اقتصاديات العالم بل وتعدت ذلك لشيء أكثر أهمية ألا وهو تعطيل الإنسان وعقله وجسمه وإنتاجيته، الذي هو المحرك الأول للاقتصاد، فعطل هذا الوباء إنتاجيته إلى أدنى مستوى، وأصبح نفسياً يعاني من «الاغتراب» كما يطلق عليه العالم والفيلسوف «إيريك فروم» ، فأصبح الإنسان مغترباً عن نفسه، وعن العالم الذي يعيش فيه.

فجائحة كورونا، من الناحية النفسية، أحدثت ضغوطاً نفسية هائلة على الناس تتمثل بارتفاع حالات الاكتئاب، والمخاوف المرضية «الفوبيا»، وحالات الهلع والذعر، والقلق، واضطرابات النوم، وأصبح الإنسان مدمناً على مشاهدة التلفاز، والبعض الآخر مدمناً على الألعاب الإلكترونية لإشغال وقت فراغه، بل وقتل الوقت، وأصبح التواصل الاجتماعي صفراً، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ككائن اجتماعي يأنس للآخرين ووجودهم.

كما أن الطلاب جرعاتهم التعليمية عن بُعد أضعفت التحصيل العلمي لديهم إلى أدنى حد، وتحول العبء الذي تقوم به المدرسة والمعلمون، نقول تحوّل هذا العبء إلى كومة أعباء على أهالي الطلاب ليقوموا بتلك الواجبات التي كانت تقوم بها المدرسة، والتي ليس فحسب هي مصدر التعليم والتحصيل العلمي، بل إن المدرسة عليها واجب التربية جنباً إلى جنب مع الأسرة، ومراقبة سلوكيات الطلاب، والتي تم افتقادها بسبب فيروس كورونا، والتعليم والتواصل عن بُعد وليس عن قرب.

فيروس كورونا قيّد حرية الإنسان، فأصبح لا يستطيع ممارسة حياته الطبيعية من عمل ودراسة وتجارة وغيرها من الأعمال، حيث تم تقييد حريته بالحركة، وبالتنقل والسفر، وأصبح حبيس البيت، وإذا خرج فإن عليه أن يؤدي طقوساً معينة حتى يتفادى الإصابة بهذا الوباء القاتل والخطير، ولكن في المقابل فإن التطعيمات وأخذ الإجراءات الاحترازية بالسفر، على جانب كبير من الأهمية لحماية الشخص وجعله في مأمن من هذا الوباء بل قد يكون عرضة للإصابة بهذا الفيروس القاتل، وبخاصة في دول إما لا يوجد فيها تطعيمات أو لا يوجد فيها إجراءات احترازية، أو أنها تتساهل في تطبيق الإجراءات الاحترازية، أو أن مناطقها السياحية مغلقة، وفنادقها لا تقبل إلا من لديه تجارة أو أعمال، وهذا الإغلاق موجود في بعض الدول الأوروبية وغيرها من الدول الأخرى.

ولذلك، في مقالنا الأسبوعي، التأكيد على أهمية الوعي بالمخاطر أثناء السفر لدول قد ينتشر فيها هذا الوباء، أو قد تكون الأماكن السياحية معطلة ومغلقة، وبالتالي لن يستمتع الشخص بالسفر لأنه قد يكون حبيس الفنادق، وبالتالي لن يستفيد من سفرته في الترويح عن نفسه وعن أسرته، ويصبح على غرار المثل الشعبي «كأنك يا أبوزيد ماغزيت»، فيتحول السفر إلى كابوس آخر، وخسائر مالية قد تزيد من معاناة الشخص النفسية.

فأخذ قسط من الراحة، كما يراها علماء النفس، وبخاصة كل سنة للعاملين لا تقل عن شهر كامل، بدون أدنى شك سوف يريحه نفسياً، وسوف يزيد من إنتاجيته، وذلك بالرجوع إلى العمل أو المدرسة أو الجامعة أو غيرها من الأعمال بنفسية منفتحة ومتلهفة لأداء الأعمال بكل همة ونشاط وحيوية.

نختم بالقول على أهمية الوعي بالمخاطر في السفر خلال هذه «الجائحة» التي «تعم» العالم بأجمعه وليس فحسب بلداً واحداً دون الآخر فقبل السفر عليك التأكد من وجود الاحترازات الوقائية في البلد، وأخذ التطعيمات اللازمة في بلدنا، والمتوفرة والآمنة ولله الحمد والمنة للجميع مواطنين أو مقيمين، فالدولة أيدها الله سخرت كل الإمكانات من أجل حماية المواطن في أمنه وصحته ومعيشته. الأمر الآخر هو معرفة البلد الذي تسافر إليه، وهل منتجعاته السياحية مفتوحة، وفنادقه كذلك حتى لا تخسر أموالك، وتصبح حبيس الفنادق، وحركتك مقيدة مرة أخرى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store