Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المعطاني: هناك مناطق مهجورة في شعر الفيصل

المعطاني: هناك مناطق مهجورة في شعر الفيصل

حوَّل القصيدة إلى رؤية فلسفية تأملية

A A
عد الناقد المعروف الدكتور عبدالله بن سالم المعطاني، نائب رئيس مجلس الشورى والحاصل على الدكتوراة في النقد الأدبي من جامعة إكستر في بريطانيا، التجربة الشعرية لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بأنها مدرسة شعرية متكاملة امتلك فيها قوة اللغة، وبراعة التركيب، وغرابة التشكيل، كما يمتلك أيضًا براعة التجربة، ودقة استبطان الدلالات اللغوية في استدعاء معالم الصورة وإيحاءاتها، وقال في كتابه الجديد (التجربة الإبداعية في شعر خالد الفيصل) الصادر عن النادي الأدبي الثقافي في جدة إن شعر الفيصل ينحدر من جبال اللغة، ودلالات تتماهى في فضاء الإيحاء والرمز في وقت تردت فيه لغة الشعر، وبهتت ألوان صوره الزاهية، وأصبح مجالاً لإرضاء النزوات، وطريقًا للابتذال، لتقف قصائد خالد الفيصل، شامخة بأنفها ثانية من عطفها تنضح بالتجارب الإنسانية الخالدة.

رؤية فلسفية تأملية

وقال إن القصيدة عند خالد الفيصل، مسرح مليء بالمتناقضات والصراع والحركة الدرامية الدائبة والأشياء الدقيقة التي لا تُرى بالعين المجردة. كل ولادة قصيدة عند خالد الفيصل، تتحول إلى رؤية فلسفية تأملية في الكون والناس والحياة، يصوغها من لوعة أيامه وزمانه. إنها الحرف المجروح الذي يصيح بصوت ثانٍ ليصبح مستقرًا تلتقي فيه اللغة بأبعادها الخفية وإيقاعاتها الخاصة.

وبين المعطاني أن تحت كل لفظة في شعر خالد الفيصل معنًى عميقًا وراء كل بيت إيحاءً ورمزًا، وفي نهاية كل قصيدة رؤية وهدف، وهذه ميزة الشعراء الإشكاليين الذين يشغلون الناس ويملؤون الحياة. لقد عشق شاعرنا الصحراء وامتزج بجمالها الطبيعي فلوَّن مكوناتها من أشكال تأويلية رائعة تطرب لوهجها الشعري النفوس الصافية.

ويضيف: «وعلى الرغم مما كُتِب عن شعر خالد الفيصل، إلا أنه في تصوري لم يحظَ بما يستحق من الدراسة والقراءة النقدية، فهناك مناطق مهجورة، ودلالات بعيدة لم يرتدها النقاد بعد، ولم يسبروا أغوارها وهي جديرة بذلك.

إنسانية شاعر

وبين المعطاني أن خالد الفيصل، يحقق الإنسانية في شعره، ويجمع المتناقضات في عالمه؛ ليعتصر الفن، ويفرز الجمال، ويداعب ذوائب التجليات والمشاعر الإنسانية «إن عالم سارتر هو الناس والجحيم، وعالم خالد الفيصل هو الجمال الشعري». إن قصائد خالد الفيصل تجليات نصية مبدعة تحتفي بالفن والمتعة والسحر والحضارة.

وقال المعطاني بكل جرأة أستطيع القول بأن لدى شاعرنا صورًا فنية وإبداعية جديدة قد لا تكون مطروقة من قبل سواء عند أقدم الشعراء أو أحدثهم ولذلك فإنني أعتبر خالد الفيصل، شاعرًا متجاوزًا في لغته وتراكيبه وصوره، وإن كانت هذه اللغة شعبية أو وسطية وهي ما بين العامية الممجوجة والعربية الخالصة

تدفق إبداعي

وأشار إلى أن الفيصل امتلك موهبة إبداعية متدفقة ورائعة منذ عهد مبكر، ومنذ البدايات الأولى لموهبته، ويضيف: «ثم ازددت إعجابًا بهذا الشعر حينما التحقت بدار التوحيد، التي تركز في مناهجها على اللغة العربية شعرًا ونثرًا، أضف إلى ذلك أنني من بيئة تحتفي بالشعر، بل إن بعض أفرادها يقرض الشعر ويتذوقه وينقده، فأخذت أتابع قصائد الشاعر خالد الفيصل، وخصوصًا حينما حصل الاتفاق بينه وبين الفنان محمد عبده، حيث غنى كثيرًا من قصائده، فسارت بهذه الأغاني الركبان، ورددها الكبير والصغير، لأنها قصائد تلامس الحِسَّ الإنساني وتحكي هموم وشجون الناس. وأذكر أنني كنت في لندن في المستشفى لعملية أجريت لي في عيني وبقيت في المستشفى مدة من الزمن، وفي تلك الفترة وهي عام 79 ميلادي خرجت أغنية: « يا ضايق الصدر بالله وسِّع الخاطر».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store