Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

الوجوه القبيحة.. وحبّ الخشوم!

A A
* قبل سنوات قرأتُ في إحدى الصحف الأسبوعية المتخصصة في الأدب مقالاً لأحد كبار المثقفين في إحدى الدول العربية، يتحدثُ فيهِ عن (رحلته للحَجّ)، وكانت كلماته ناطقة بالسّخْرية من أركان حَجِّه وتفاصيله، ثم من عقيدتنا وبلادنا وُرُمُوزها؛ والغَريب والعجيب تأكيد ذلك الرّجل بأنه إنما ذهَبَ للحَجّ مُكْرهاً تحت إصرارِ دعوة واتصالات هاتفية تلقاها من مؤسسة حكومية!!

* مشهد آخر رَصَدتُه عندما كنتُ عضواً في اللجنة الإعلامية لأحد مؤتمراتنا الدولية الكبرى؛ حيث تفاجأت بأن قائمة الإعلاميين العَرب المرشحين لحضور المؤتمر تتصدرها (أسماء) كان لها مواقف عدائية حاضرة ومكشوفة لوطنَنا، وكان لها دور في تزييف الحقائق، وتهييج العامة ضِدنا!

* المشهدان السابقان تذكرتهما و(الأزمات المحيطة) تُواصِل إماطة اللثام عن الوجوه القبيحة لبعض السياسيين والمثقفين والإعلاميين والفنانين العرب الذين تمتلئ قلوبهم حقداً على ديننا وعقيدتنا ودولتنا وقيادتها وعلى مجتمعنا الطّيّـب الذي يُحِبّ ويحتضنُ جميع الجنسيات والفئات.

* أولئك الحاقدون منهم الذين دافِعُ عدائهم الظاهر مرجعيته الطائفية، فهم مجرد أبواق ناعقة بلسان غيرها، كبعض عَرب الشمال، لاسيما أتباع حزب الله اللبناني، أو المَأْجُورين منه أو الخائفين مِن بَطْشِه، وهناك الذين يحقدون على كلّ ما هو سعودي حسَداً مِن عند أنفسهم؛ لأنهم رأوا ذلك المجتمع الذي يصفونه بـ(البَدَوِي) وقد تجاوزهم في ثقافته وحضارته، وفي تنميته المستدامة، وقبل ذلك بوحْدة صَفّه وتلاحمه مع قيادته، ومِن ثَمّ أَمْنِه واستقراره ورغَدِ عَـيْشِه، أماَ هُم فمازالوا يَجْتَرون حضارات دَفَنَتْهَا السنوات، بينما تُحيط بهم اليوم دائرة الصراعات والتَّخّلف في شتى المجالات، أما الفـريق الثالث من أولئك الحاقدين فهم المُتَلوّنون الذين إنما يختارون أحياناً الهجوم على وطننا ومجتمعنا ربما طَمَعَاً بحْفْنَة من الدولارات يعتقدون أنها ستكفلُ قطع ألسنتهم وتكسير أقلامهم!

* وهنا وبما أننا نعيش (عصر الحزم والعزم) آملُ أن تقوم (سفاراتنا في الخارج) بالرصد الدقيق لكل المواقف تجاه (الوطن)؛ فنعم نؤمن بأنّ حرية الرأي حق للجميع لكن في إطار من العدالة والإنصاف والمبادئ والقِيم الإنسانية، والطَّرْح المؤدب.

* أيضاً ما أرجوه أن تكون ذاكرة مؤسساتنا الخَدَمِيَّة والثقافية والإعلامية حاضرة؛ فأضعف الإيمان أن لا نرى أولئك الحاقدين في المستقبل ضيوفاً تحت مظلة إحداها، فَـالتسامح وحبّ الخشُوم لن ينزع من قلوب أولئك حقدهم وحسدهم، عليهم مِن الله ما يستحقون.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store