Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

مريض.. لا مجنون..!

مزامير

A A
بينما كنا صغارًا، لطالما التقينا في دروب الحياة مريضًا نفسيًا فنطلق عليه «مجنون» أو «مسحور» أو «مسكون» أو محسود!

لم نكن نعرف حينها أن هناك طبًا نفسيًا يعالج المرض، وفق علم نبغ فيه كثير من الأطباء.

حين كبرنا، عرفنا أن هناك تخصصات مختلفة في الطب النفسي، وكبرت معنا الطبيبة ابتهاج عمر فلاتة المتخصصة في الطب النفسي.. سعت ابتهاج لتتخصص في الطب النفسي، وتتحلى بالإيمان في قلبها.

بدأت رحلة التعليم بين مكة وجدة والرياض، وركضت بكل ثقة، وراء حلمها الذي آمنت به، لعلاج مرضاها. كست الفرحة وجهها، حين تسلمت شهادة تخرجها، ونظرت بحب وحنان في عين والدها الذي شجعها لتكون الطبيبة الأولى في العائلة.

تهمس ابتهاج لنفسها: «الحمد لله أنني اخترت الطب النفسي لعلاج من يحتاجني، نعم الحمد لله».. أشرقت شمس الغد بعد معاناة الدراسة، والرحلات المكوكية، ثم تقلدت مناصب، ودربت أقرانها في الطب.

شاركت في الكثير من البحوث في الطب النفسي في المؤتمرات والندوات، بغرض نشر التوعية بذلك المرض الذي إلى حد قريب، كان مصير من يصاب به الإقصاء والنبذ والعزل غالبا حتى الموت.

ولعل كثيرين ممن أصيبوا به ذات زمن ماتوا اكتئابا بعد أن تم حبسهم وربطهم وعزلهم عن الحياة دون إدراك لطبيعة ما فيهم!

من الطبيبة ابتهاج، ومن آمن مثلها بهذا الطب مبكرًا عرفنا أن المريض النفسي يعيش معركة بين النفس والجسد، وحياته تبدو كشمس آفلة تنحدر في حزن، ويلجأ هو أو أهله، ربما يأسًا، للشعوذة والأدوية الشعبية، ثم يحتار الأهل ويشعرون بحزن بالغ على مريضهم.

ولكن بعد كل هذه التجارب، أتظنون أن بيننا من لا يزال لا يؤمن بالطب النفسي؟ للأسف ألف مرة نعم، مازال هناك من لا يرون ذلك المريض إلا مجنونًا فحسب!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store