Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

النظام الدراسي الجديد: خطوة جديدة

A A
أولا أود توضيح أن أي قرار جديد يطرح لابد أن نجد من لا يتفق معه أو يرفضه، وهذا شيء طبيعي جدًا لاختلاف الأذواق والتوجهات والآراء والمصالح، فهناك من يكون عدم القبول والموافقة لديه لأسباب مبررة وفيها استدلال (ممتاز) أو أسباب غير مبررة إنما اجتهاد (جيد جدًا) أو عدم استيعاب الموضوع ودراسته من جميع جوانبه (جيد) أو من يكون مع الخيل يا شقرا كما تقول الناس (مقبول) أو حاجة في النفس ومصلحة شخصية (راسب).. وهذا ما حدث مع القرار الأخير الخاص بالتعليم من إلغاء السنة التحضيرية وإقرار الدراسة بنظام الثلاثة فصول وفقًا للتقديرات المذكورة أعلاه.

وقد كتبت سابقًا في هذا الشأن في صحيفة عكاظ عن سلبيات السنة التحضيرية وانها سنة تكرار وضياع للوقت قبل أن يصدر قرار معالي الوزير بإلغائها.

أما الدراسة بنظام الثلاثة فصول فقد اتصل بي البعض وأرسل لي آخرون يريدون إقناعي بوجهة نظرهم بأن النظام الجديد له عيوبه خاصة ما له علاقة بالإجازة والدراسة، فكنت أطلب من كل واحد منهم أن يتريث لانني من أنصار هذا الرأي بل يشهد الله كنت أتمناه وأعمل له، وحيث إن الأمر يحتاج إلى مزيد من التوضيح فيما يخص القرار فإنني أورد مايلي كاجتهاد مني:

* إن الإجازة الدراسية السنوية متواصلة وطويلة وممتدة مما يذهب بكل حبات العلم وما تلقاه الطالب من دراسة وحيث إن بعض المواد ذات صلة من حيث الفهم فان الإجازة الطويلة ضارة ومذيبة لكل ما تلقته الخلايا العصبية من فهم.

* من الناحية التربوية فإن الإجازة الممتدة والمتواصلة ذات الأربع شهور مملة ومرهقة فالبيوت تعاني من شقاوة وسلوكيات سببها طول الفترة.

* إن تعدد الإجازات الذي طرحه نظام الدراسة بالفصول الثلاثة يمنح الطالب والطالبة تنفس الصعداء المتكرر واللقاء المتجدد وهذا له انعكاسات نفسية على التلقي العلمي وتجديد الهمة.

يجب أن نلحق بالركب العالمي بتقليص فترة زمن الإجازة حيث التقرير الأخير عن الإجازات في العالم يوضح أن المملكة أكثر دولة في مدة الإجازات وأقل دولة هي اليابان فلعل تحريك العقول بالدراسة عبر نظام الفصول الثلاثة يحفز للعطاء أكثر.

* إن تجزئة التدريس والتعليم على فترات يحقق تحصيلاً علميًا أفضل من صب العلم صبًا كجرعة كبيرة تستهدف الإرهاق والانتهاء من المطلوب.

* إن في هذا النظام ما يسمح للمزيد من السياحة والترفيه والتلاقي العائلي في جو من التغيير على مدار فصول السنة وليس فترة الصيف فقط حيث الجو حار.

* لا أرى أن هناك ما يذهب إليه البعض من تقليص مدة الإجازة السنوية للمعلمين وأساتذة الجامعات إنما توزيعها فقط على مدار العام.

* بالنسبة لطلاب وطالبات الجامعة ستكون فرصة تخرجهم وتمكينهم من أخذ المواد كبيرة وكأن الفصل الثالث فصل صيفي ثابت يستطيعون من خلاله اختيار المواد التي يرغبون في دراستها.

الشيء الوحيد الذي يمكن أن تحتاجه الوزارة هو همة الجامعات وهمة اللجان الخاصة بالمناهج في الوزارة على العمل الجاد فيما يخص ترتيب محتوى المواد الدراسية من جديد بحيث تتماشى مع النظام الجديد ويمكن للهيئات ذات الاعتبار التقييمي للجودة والاعتماد الأكاديمي أن تتعاون مع الوزارة والجامعات فيما يخص إيجاد ترتيب جديد للتقييم والجودة والاعتماد الأكاديمي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store