أسطورة خلدتها أحذية الثوار..!

إلى متى؟ فقد كلَّت الأحبار تدوين تاريخ الجماجم والتُرَب، أما آن لهذا الواقع المُستشري أن يهدأ؟ وللصمت المطبق على الأفواه أن ينطق؟ وللدم المسكوب على أرصفة الغطرسة والقهر أن يجف؟ أم أن الأحلام البائسة المغمسة بكوابيس وجع الخوف دأبت إلا أن تخرج من إغفاءة الظلام لتُقْمَع في قاع الظلام، وأمسى البارود والسِّلْم على مفترق طرق.. فإما الموت حريةً أو الموت ذلًا، في سبيل رؤوس منتفخة نَمَتْ فوق أجسادٍ تلهث خلف أبواب عشعشت فوق أسوارها غربانٌ تنعقُ بالموت والخراب والدمار.الآن ياما الآن.. ليبيا الثورة ليست وطني وانتمائي لها عروبي، ليبيا قلعة المختار والثوار تحكمها أسطورة الغار والنار، وبطلها حاكم نسفت دساتيره الخضراء سنن وقوانين الشريعة الإسلامية السمحاء، فالشرائع السماوية من وجهة نظر قائدها القاصر عقلًا وخُلُقًا «وضعية»، والسنة النبوية بالنسبة إليه ما هي إلا «تراث» لا يتوافق مع العصر الحديث!! وأنبياء الله يعقوب وإسحاق ويوسف ملعونون في أدبياته الخاوية.بطل الأسطورة هذا أوغل في مستنقع الدرك الأسفل من الجهل والغباء؟ فطال واستطال وصال وجال وشرَّد وزاد، واجتمعت في شخص هذا الكائن الغريب كل المتناقضات واللا معقول فشكلت رمز المُعَمِّر الخائب، الذي تحالف مع الشيطان ضد نفسه وشعبه وضد الشعوب المجاورة، وهو لا يعلم أن الخنجر المسموم لن يغرز إلا في نحر صاحبه.صاحب الرزية هذا ازدادت غطرسته وامتدت حتى اغتالت قناديل الحرية، فالضحايا في ازدياد وقمع صوت الحق فوق كل اعتبار، واعتلاء عروش الصدارة في الدناءة والانحدار أضحت نياشينه لا محال.لا غرابة أن أصوات الأبواق المترهلة لا تنطق إلا بالقبح.. ولا تهتف إلا بالعبارات الخرقاء التي لن تلقَ رواجًا، وبطل الأسطورة المسكين لم يجد طريقًا للخلاص إلا وسلكه، ولم يعد أمامه إلا الصمت أو الموت وهو أرحم، نهايته وشيكة بل هي تكاد تكون أقرب إليه من حبل الوريد، فيداه التقطت مطرقةً صدئة ليدق بها مسمار نعشه ولْيَمُتْ قريرًا فقد خلدت سيرته أحذية الثوار. * عذب الكلام:لن ترضخ يا وطني لغياهب الظلام والظلال، وسيبقى اسمك مشعًا فوق غيمات السماء.