Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

"لعنة" العالم على الصين.. إذا لم تتعاون!

A A
كتبت عدة مرات عن هذا الفيروس القاتل، وسوف نكتب عنه مرات عديدة طالما أن هذا «الطاعون» يهدد حياتنا ومعيشتنا واقتصادنا وكل منحى من مناحي حياتنا.. فلا أحد يتصورعلى الإطلاق بأن فيروسا قاتلا سوف يقِضّ مضاجعنا منذ بداية انتشاره من مختبر ومعهد ووهان الصيني في أواخر عام 2019 وحتى يومنا هذا.

بهذه المقدمة نستهل مقالنا الأسبوعي لحديث نشر قبل أكثر من أسبوع، في صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب)، لإحدى مديرات أحد المختبرات في معهد الفيروسات في مدينة ووهان، الدكتورة «شي تجينغلي»، وهي خبيرة في الأمراض المعدية، وتترأس «مختبر بي 3» نسبة إلى الأمراض المعدية من الفئة الثالثة، والذي يخضع كما تقول وكالة الأنباء الفرنسية لتدابير أمنية مشددة في معهد ووهان، والذي يجري دراسات كثيرة على الفيروسات، ومن بينها فيروس كورونا.

ففي المقابلة نفت الدكتورة «شي تجينغلي» نفياً قاطعاً، بأن مختبرها كان يملك عينة من فيروس كورونا قبل تفشي الجائحة، كما رفضت الاتهامات بتلاعبات جينية خطيرة كان قد وجهها وعلى وجه الخصوص بعض المسؤولين الأمريكيين الجمهوريين للمختبر.. وترتكز هذه الدراسات كما تقول «صحيفة نيويورك تايمز» والتي تسمى أبحاث «اكتساب وظيفي» على تعديل متعمد للشيفرة الجينية..، وأشارت الصحيفة إلى مقال نشر عام 2017، كتبه مجموعة من العلماء في مختبر ووهان، ومن بينهم الدكتورة «شي تجينغلي»، يعرضون في المقال نتائج أبحاث خلقوا خلالها نسخاً جديدة من فيروس كورونا المستخرج من الخفافيش، وفق الصحيفة.

ونحن أمام هذا النفي وهذا الإنكار، من قبل مسؤولة عن المختبر، والذي انطلق منه فيروس كورونا، وهي الدكتورة «شي تجينغلي»، فإن الأسئلة والتي تطرح نفسها وبقوة، ونريد منها إجابات شافية هي: لماذا أخفت الصين خبر انتشار فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية لعدة أشهر عن منظمة الصحة العالمية، وعن الهيئات والمنظمات الصحية الدولية، وعن العالم؟! ولماذا منعت الصين مدير عام منظمة الصحة العالمية وطاقمه من الخبراء في مجال الأوبئة والفيروسات من الشخوص إلى معهد ووهان للفيروسات لمعرفة حقيقة هذا الفيروس القاتل، والذي يهدد حياة البشر في هذا الكوكب وحتى يومنا هذا؟! ولماذا تتخوف الصين من معرفة حقيقة هذا الفيروس القاتل؟! فمعرفة حقيقة هذا الفيروس يسهل بل سوف يساعد كثيراً على إيجاد اللقاحات له، والأدوية الفاعلة لعلاجه، بدلاً من فوضى «التكهنات» و»التخمينات»، و»الشائعات» التي تدور حول هذا الفيروس..

فـ»الشائعات» من منظور علم النفس هي ثلاثة أنواع: شائعات الحقد والكراهية، وشائعات الأحلام والأماني، وشائعات الخوف، وهي التي نعاني منها منذ انتشار هذا الفيروس.

علماً بأن الشائعات بشكل عام فيها جزء بسيط جداً من الحقيقة، وبخاصة «شائعات الخوف» المصاحبة لهذا الفيروس القاتل، والتي انتشرت انتشار النار في الهشيم.. فشائعات الخوف تجسدت لنا إما عن اللقاحات لفيروس كورونا وتأثيراتها الجانبية، أو مدى فاعليتها، أو عن «تحور» هذا الفيروس ليصبح لدينا فيروس «ألفا»، وفيروس «بيتا» وفيروس «دلتا»، وغيرها، ليجعل العالم أكثر خوفاً من الفيروس الأول «ألفا»، أو التصريحات المتناقضة والتي تطلقها منظمة الصحة العالمية بين الفينة والأخرى، والتي لا تراعي الجوانب النفسية للبشر، والتي مازالت تتخبط في التعامل مع هذه الجائحة.

الرئيس الأمريكي «جو بايدن» طلب من أجهزة استخباراته الكشف عن مصدر كوفيد 19، مندداً بانعدام التعاون والشفافية من جانب بكين.

نختم بالقول بأن على الصين أن تعي جيداً أن أرواح البشر واقتصادياتهم مرهون بتعاونها لوقف هذه الحرب البيولوجية، وإلا فإن العالم سوف يقول إنها «لعنة» العالم على الصين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store