Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

«ما ورا بيشة عيشة»

بانوراما

A A
عبارة تقال وكأنها تعني «ما في بيشة عيشة».. والواقع أن بيشة التي تقع على وادي بيشة الكبير وعلى ملتقى عدة أودية تصب من جبال السروات ومن بلاد شمران شمالا حتى سراة عبيدة جنوبًا فهي إذًا ملتقى لأكثر من عشرة أودية كبيرة وهذه الأودية مجتمعة وفرت على مدى التاريخ مياه وفيرة جعلت من بيشة واحة زراعية تعج بمختلف أصناف النخيل والتمور والمياه العذبة والأراضي الخصبة الصالحة لمختلف أنواع الزراعة من الفواكه والخضراوات ومختلف أنواع الحبوب. ولموقع بيشة الهام على طرق الحج من اليمن وعُمَان قديمًا ونجران وعسير وطرق التجارة الى الحجاز واليمن ونجد، أصبح الناس يوصون المسافر بالتمون من بيشة فيقولون: «خذ مونتك من بيشة ترى ما ورا بيشة عيشة» آخذين في الاعتبار بأن شرق بيشة صحاري وغربها جبال والعيشة في بيشة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن العيشة سابقًا هي في واقع الحال تتمثل في التمور والحبوب. لذلك لا غرابة أن تقوم بيشة وزراعتها بدورها المشهود في تموين جيوش الملك عبدالعزيز -رحمه الله- المتجهة لعسير أثناء مرحلة التوحيد وكذلك اثناء حصار جيوش المؤسس لمدينة جدة لأكثر من ستة أشهر كما كان هذا حالها في عصر الدولة السعودية الأولى. كل هذه المعلومات عن محافظة بيشة العزيزة على قلوبنا من بلادنا الغالية، أدلى بها معالي الأخ الكريم الأستاذ الدكتور سعيد آل عمر مدير جامعة الحدود الشمالية السابق إجابة على سؤال لأحد الزملاء له في مكتبي بشركة غاية خلال فترة تواجده في مكة الأسبوع الفائت عن عبارة كانت تردد وهي: (ما ورا بيشة عيشة)، بعض من الناس كان يظن أن معني العبارة هو: (أن بيشة ليست بها عيشة)، لدرجة أن أحد الزملاء ذكر لمعالي الدكتور سعيد أنه بعد تخرجه من معهد المعلمين في ثمانينيات القرن الهجري الماضي، تم توجيهه للعمل مدرسًا في بيشة، وقتها طلب شفاعة الكثير من أعلام مكة في ذلك الوقت لمساعدته العمل في أي مدينة ما عدا بيشة ظنًا منه أن بيشة خالية من العيشة.. وبعدما وضح معالي الدكتور سعيد آل عمر معنى المثل، شكر الجميع له هذه المعلومات المفيدة وأصبح الجميع في شوق لزيارة محافظة بيشة للتزود منها بالعيشة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store