Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

البحث العلمي.. الدعم وخارطة الطريق

A A
بمراجعة وضع الجامعات العالمية المتميزة في البحث العلمي نجد أهم مصدر تستقي منه تلك الجامعات الدعم المالي للصرف على البحث العلمي هو ما تقدمه الحكومات والدول من دعم مالي منقطع النظير بالإضافة الى ما تحصل عليه تلك الجامعات من دعم الوقف من الأفراد والجهات المختلفة أو ما تتحصل عليه من دخولات للرسوم الدراسية والدراسات البحثية المعملية وغيرها، وكذلك ما تحصل عليه من مورد مالي من الاقتصاد المعرفي الذي تنتجه أبحاثها في مجالات صناعية هندسية وطبية وفنية ودراسات اقتصادية واجتماعية وإعلامية، فالصرف لم يكن مصدره واحدًا بل متعدد، وهذا ما يجب أن تكون عليه جامعاتنا من تعدد لمصادر الدخل للبحث العلمي. والآن ومع اهتمام الدولة -يحفظها الله- بالقرارات الأخيرة ذات العلاقة بالبحث العلمي (اللجنة العليا للبحث العلمي والابتكار، هيئة تنمية البحث والابتكار والتطوير) فإنه يجب أن تتنوع مصادر دعم البحث العلمي، وبفضل الله ان دعم البحث العلمي في جامعاتنا ومراكزنا البحثية لا تزال تحظى باهتمام الدعم الحكومي لان البحث العلمي تحتاجه الحكومات والمجتمعات في حياتها الطبية والصناعية والمجتمعية والبيئية ويجب على الجامعات والمراكز البحثية أن يكون لها حراكًا في بقية مصادر الدعم التي ذكرتها أعلاه وهو ما بدأت به وزارة التعليم من عزمها على انشاء منصة للتبادل المعرفي بين الباحثين وأرباب الاقتصاد والصناعات وغيرهم حيث يتم التعارف ومن ثم التعاون للدعم البحثي الصناعي والاقتصادي..بقي أن تتولى جهات أخرى تعمل على تطوير مفهوم مساهمة أرباب المال الذين يبحثون عن الأجر لتتم قناعتهم بأن أحد سبل الأجر عند الله هو مشاركتهم بأموالهم لدعم دراسات البحث العلمي كوقف لأن هذا يمثل في الجامعات العالمية مصدرًا ماليًا كبيرًا لدعم مسيرة البحوث بالإضافة إلى ما ذكرنا من دخولات رسوم الدرسات العليا واستثمارات الجامعات.ان الجامعات السعودية العريقة مثل جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن والتي اختيرت لتطبيق اللائحة الجديدة للجامعات بها من الكوادر السعودية البحثية عددًا كبيرًا معظمهم خريجو أرقى الجامعات العالمية وهم من ذوي العقول المتميزة ذكورًا وإناثًا وفي مجالات وتخصصات متعددة تكاد تغطي معظم احتياجات الوطن بل ان بعض هذه الجامعات مثل جامعة الملك عبدالعزيز تصدرت الجامعات المحلية والعربية وسجلت رقمًا متقدمًا جدًا بين جامعات العالم بسبب تميزها البحثي ولذلك فإن دعم هذه الكوادر في الجامعات الثلاثة سواء بالدعم الداخلي (دعم الدخولات الدراسية والاستثمارية للجامعة) أو الدعم الخارجي (دعم الدولة أو دعم الوقف والتبرعات) سيمنح المملكة تحقيق المحافظة على تقدمها البحثي في جميع التخصصات والمجالات كما انه سيجعلها ذات رقم متقدم في البحث العلمي عالميًا وتكون جميع الجامعات السعودية -والثلاث جامعات على وجه الخصوص- في المقدمة وستشارك بقية مراكز ومدن البحث العلمي المنفردة أو التابعة لجهات حكومية أخرى في المهمة الوطنية لتقدم البحث العلمي وذلك من خلال وضع خارطة طريق للبحث العلمي والابتكار والتطوير Research and Development Roadmap على مستوى الوطن من جهات أعلى مثل اللجنة العليا للبحث العلمي والابتكار وهيئة تنمية البحث والابتكار والتطوير ولوطننا كل التقدم والازدهار في ظل قيادة ترعى التعليم والبحث العلمي.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store