Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

رثاء محبوس في عبدالرحمن محروس

A A
فجأة وبدون مقدمات نشر في قروب زملاء ثانوية أحد نعي لوفاة المهندس عبدالرحمن يوسف محروس، فتلقيت الخبر على انه أحد أقرباء زميلنا وصديقنا في القروب عبدالرحمن محروس وليس هو لأن النعي نشر باسمه، لكن بعد ساعتين أحد الزملاء أخبرنا ان زميلنا الذي معنا في القروب هو الذي توفاه الله وفقًا لما أخبره به أحد أبنائه من ان والدهم بعد صلاة فجر يوم الجمعة ذهب لممشى الهجرة في المدينة لأداء رياضة الصباح، وهناك كان قدره وتوفاه الله بدون أي مقدمات، فعندها قلت إنا لله وإنا اليه راجعون، وتفاجأ كل من في القروب بالخبر لأن عبدالرحمن -رحمه الله- الأكثر تواصلا في القروب، وكل يوم ينشر دعاءً أو توجيهًا وآخرها كان بساعات قبل وفاته كما نقلها لنا زميلنا الأستاذ محمد الخريجي نقلا عن حسابه في تويتر وهي قوله رحمه الله «تأتي المعصية، فيرحل معها القرآن الكريم والصلاة وقيام الليل والخوف من الله ثم يلحق بهما الذكر ثم تذهب الطمأنينة ويأتي عسر الحال وقلة البركة في الوقت والمال، اللهم ابعد وأبعدنا عن أسباب كدر الفقر والغم وضيق النفس».

فبعدها استرجع جميع من في القروب ذكرياتهم مع المرحوم، وفي داخل أنفاس كل واحد منا رثاء محبوس يريد أن يبثه وينشره عن زميلنا الغالي عبدالرحمن محروس الذي كان أكثرنا حرصًا على زيارة بعضنا البعض، وكان الأكثر تفقدًا لزملائه، وقبل أيام من وفاته اتصل عليّ يسأل عن إمكانية أن نزوره أو يزورنا في جدة، وفي نفس الوقت يتفقد الزملاء ويحرص على معرفة أخبارهم، وكلما انسحب أحد من القروب يحاول جهده كي يعود ويتصل بي إن كان بالإمكان أن أساعده في ذلك، وهذا من أدبه وحرصه على رفقاء الدرب وزملاء الدراسة.

وتتمثل في الوجيه كل خصال الأدب والاحترام، وتتسم شخصيته بالذوق الرفيع الذي عُرف عن أهل المدينة المنورة، وزميلنا المهندس عبدالرحمن خدم فترة طويلة في أمانة المدينة المنورة كمدير لإدارة التنمية الإقليمية، وكان ذا نشاط في تخصصه، ومما عرف عنه إنه كان كثير الدعاء لربه، ويمكن معرفة ذلك من كثرة حرصه على تدوينه للدعوات الطيبة في حسابه في تويتر، وعرف عنه طيبة القلب ووداعة الحديث وذكر الآخرين بالخير، وقد كان حريصًا على تلقي المعلومات العلمية الصحيحة ويتواصل معي في ذلك سواء بالرسائل أو الاتصال الهاتفي.

لقد خطف الموت الوجيه ورحل به وخلاياه تنبض بالعطاء، ان الورقة لا تزال خضراء ممتلئة بالماء ويتدفق في داخلها ما يومي بالازهار وتفتق الثمار، ولكن هذه هي أقدار الله، فلله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بقدر، فرحم الله المهندس الغالي حبيب القلب عبدالرحمن محروس زميلنا وصديقنا وجعله في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وعزاؤنا لزوجته أم غسان وذريته وأهله أجمعين.. و»إنا لله وإنا إليه راجعون».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store