Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

ما نأمله من المنظومة التعليمية الجديدة

A A
أصدر معالي وزير التعليم د. حمد آل الشيخ قرارات حاسمة في مؤتمره الصحفي الأربعاء 15 شوال 1442هـ ليكشف عن ثورة تعليمية جديدة تنقل طلابنا إلى مهارات القرن الحادي والعشرين ومواكبة الدول المتقدمة في تعليمها، وربما كان أكثر شفافية حينما اعترف بقصور طلابنا في الاختبارات الدولية بفارق أربع سنوات يتلقاها الطالب في المملكة عنه في الدول المتقدمة، ولعله يكون أول وزير تعليم سعودي يكشف حقائق كانت ملموسة لدى بعض التربويين ولكن يخفيها ويتغافل عنها المسؤولون..!! جاءت الاختبارات الدولية أيضًا لتكشف فارقا في الدرجات بين الطالب السعودي وطلاب في كل من فنلندا، وكوريا الجنوبية، وألمانيا، والإمارات.. وهي الدول المصنفة من الدول المتقدمة في نظامها التعليمي بفارق كبير من الدرجات في اختبار التميز (Timss) عام 2019 في الرياضيات والعلوم، وكذلك في اختبار البيزا 2018م (PISA) في القراءة والرياضيات والعلوم، واختبار pirls لعام 2016 في مهارات القراءة.. ونتائج تلك الاختبارات هي مؤشرات قوية لضرورة غلق الفجوة في المستوى التعليمي للطالب السعودي وبالتالي مواكبة المستجدات العالمية في الذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة.. وغيرها.. ولمجابهة تلك التحديات كان لابد من إعادة هيكلة النظام التعليمي من حيث رحلة التعليم اليومية، والإجازات، ونظام الثلاث فصول.. وللأسف رأينا من البعض معارضة لهذا النظام واعتبار مثلاً زيادة ساعة في اليوم التعليمي للمرحلة الابتدائية انها مشكلة ورفعت الأصوات بإلغائها..!! لماذا لا نجرب (12 إجازة) خلال العام؛ منها 69 يومًا أثناء العام الدراسي هذا دون إجازة الصيف.. وهي من وجهة نظري كافة للراحة والاستجمام.. بل الإجازة الصيفية الطويلة التي كان الطالب يأخذها (3-4 أشهر) تمحي كل ما في ذهنه من مكتسبات ومهارات جراء الدعة واختلالات في موازين الليل والنهار وفوضى أعتاد عليها في نمط حياته!! دعونا نستثمر في قدرات أبناءنا وعقولهم فهناك مناهج دراسية جديدة وخطط تطويرية ومنها مثلا؛ تقديم مادة اللغة الانجليزية منذ الصف الأول الابتدائي وهو ما طالبت به في كتابي (واقعنا التربوي التحديات والتطلعات) وأنه لابد من أن نتجنب الهدر التعليمي والاقتصادي بإعادة تصميم المناهج بعد عدة سنوات -وذلك بعد إدخالها من الصف الرابع- وطالبت بأن تكون من الصف الأول الابتدائي.. وهذا ما يحدث الآن بتغيير السلاسل لأنها تقوم على النظام البنائي التراكمي.. بل ستقوم الوزارة بزيادة محتوى الرياضيات والعلوم وإعادة تشكيل مصفوفة المدى والتتابع.. ولكن ما نتمناه أن يكون المحتوى عملياً لتحقيق أهداف تعليمية في المحاسبة والاقتصاد، والهندسة وبدون تعقيدات لا تستخدم في الواقع العملي.. وأما تدريس مادة اللياقة والتربية البدنية للفتيات فهو مهم ولكن السؤال هل تم إعداد البنى التحتية اللازمة لمثل هذه المقررات؟! ومنها الملاعب والمدربات وسعودة هذه الوظائف فهناك مدربات سعوديات قابعات في المنازل.!! فلا نعتمد على التعاقد مع الأجنبيات الأقل سعراً. ولأن نتائج الاختبارات الدولية أظهرت قصور الطالب السعودي في مهارات تنظيم المعلومات واستخدامها في مواقف حياتية معقدة؛ فنتمنى أن تكون مادة (التفكير الناقد)؛ التي ستدرس للصفين الثالث متوسط والأول الثانوي، أن يتم التدريب عليها حتى من الصف الأول الابتدائي؛ لأن التفكير الناقد يتطلب مهارات تنظيم المعلومات بعد تحليلها الى عناصرها الأساسية ومن ثم استخدامها في مواقف حياتية معقدة ومنها مهارات اتخاذ القرارات وحل المشكلات. ونظراً لأنه تم دمج مناهج الدراسات الإسلامية في كتاب واحد فنتمنى أن لا يكون هناك فاقد تربوي كبير وضرورة المحافظة على القيم والمبادئ الاسلامية في كافة مراحل التعليم وتعزيز الهوية الإسلامية في المظهر والسلوك، وعدم الخروج على الآداب الإسلامية باسم التحضر، فهي مخالفة للائحة للذوق العام التي تستوجب عقوبات.. نسأل الله أن يوفق القائمين على أمر التعليم بما يحقق بناء الجيل والاستجابة لمتطلبات التنمية الوطنية وتحقيق أهداف رؤية 2030م.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store