Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

الأمن المائي العربي.. وسد النهضة!

A A
الأردن يعقد صفقة مع إسرائيل لشراء 50 مليون متر مكعب من المياه، رغم وجود معاهدة "وادي عربة"، التي لم تطبقها إسرائيل بل استغلتها، كعادتها، لمصلحتها، والتي تنص "المادة السادسة" منها على"أن يتفق الطرفان على الاعتراف بتخصيصات عادلة لكل منهما، من مياه نهري الأردن واليرموك، ومن المياه الجوفية لوادي عربة.."، ولم تلتزم فيه إسرائيل. ويشير موقع "عمون" الإلكتروني، بأن "إسرائيل تزود الأردن بمياه ملوثة، وتسرق 700 مليون متر مكعب من المياه سنوياً". ويشير موقع "عمون" أيضاً إلى "أن إسرائيل حولت نهر اليرموك مباشرة إلى هضبة الجولان المحتلة، بالإضافة إلى حصول إسرائيل على ما يزيد على 50 مليون متر مكعب عبر الحصاد المائي، والحفائر والبرك التجمعية".

من تلك الاقتباسات السابقة نستهل مقالنا الأسبوعي لنركز على التهديد المباشر لشريان الحياة "الماء"، وعلى أمننا المائي العربي، قال تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، فإيران تقطع عن العراق مياه نهر "الكارون" أو "المسرقان"، وتركيا تقوم بقطع نهري الفرات ودجلة عن العراق وسوريا، ومن أبرز تلك السدود التي أقامتها تركيا هو "سد أتاتورك"، في محافظة أورفا التركية، وإسرائيل تسيطر على نهر الوزاني في لبنان، بعد اجتياحها للبنان عام 1978م. ثم يأتي "سد النهضة" لكي يُجهِز على ما تبقى من المياه العربية ممثلاً بنهر "النيل" في مصر والسودان.

تلك المقدمة السابقة توضح لنا، بما لا يدع مجالاً للشك، بأننا أمام هجمة شرسة على أمننا المائي العربي تقوده إسرائيل ومن يقف معها، بعد أن فشل الربيع العربي"الغربي"، وبعد أن فشلت "خارطة الشرق الأوسط الجديدة"، وبعد أن فشل الغرب والشرق في الزج بالقاعدة والمتطرفين، واستخدام جماعة الإخوان الإرهابية، وما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق وسوريا ممثلاً بـ "الدواعش" الذين تم جلبهم لتدميرعالمنا العربي، وبعد أن فشل الغرب والشرق باستخدام النظام الفارسي لتدمير عالمنا العربي.

نعود إلى موضوعنا الرئيس وهو سد النهضة، والذي يقوده رئيس وزراء أثيوبيا لكي يدمر مصر والسودان، ولا أعتقد أنه سوف يغامر مع بلدين أقوى منه عسكرياً واقتصادياً، إضافة إلى كونه مجاوراً للسودان، والأهم أن الدول العربية سوف تقف مع مصر والسودان، وبخاصة نحن في السعودية العظمى، والتي سوف تقف قلباً وقالباً مع أم العرب "مصر"، والشقيقة السودان، وسوف تصبح أثيوبيا معزولة عن عالمنا العربي، بل ومنبوذة، إضافة إلى أن مصر الشقيقة لديها جميع الاختيارات المفتوحة لحماية أمنها القومي من تصرفات أثيوبيا غير المسؤولة.

مياه نهر النيل من المنبع أثيوبيا إلى دول المصب مصر والسودان حق للجميع، ولا يحق لأية دولة التصرف بشكل منفرد أحادي الجانب. أثيوبيا عليها أن تعي جيداً أن مصالحها مع العرب ودول الجوار أهم من مصالحها مع إسرائيل، وأن من دفعها لتصبح إيران أخرى في منطقتنا العربية، سوف يخسر الرهان، وسوف تعيش أثيوبيا في منازعات داخلية بل حرب أهلية، فالعبث مع دولة عظمى اسمها مصر، وأخرى اسمها المملكة العربية السعودية، هو ضرب من الجنون، فالمثل العربي يقول لنا "إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمِ الناس بالحجر"، آملاً من حكام أثيوبيا أن يعوا جيداً أن عالمنا العربي هو الحضن الدافىء لأثيوبيا وليست إسرائيل أو غيرها.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store