Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من يمثل من؟!

مَن يُمثّل مَنْ؟ ومَنْ توكّل في الحديث عن مَن؟

A A

مَن يُمثّل مَنْ؟ ومَنْ توكّل في الحديث عن مَن؟ هذه الأسئلةُ وغيرُها تردُ على ذهني وأنا أقرأ -أحيانًا- ذلك الكم من البيانات والتوقيعات والمطالبات التي تُنشر هنا وهناك، وتتلقفها المجموعات البريدية والمواقع العنكبوتية!وفي مضمونها: مطالب من البعض بإحداث إصلاحات وتغييرات -على تفاوتٍ في أسلوب الطرح ومادته، ومصداقيته، وسقفه، ومعقوليته- ولابد قبل الخوض في مثل هذا النوع من المسائل، من الاستئناس بالمنهج العلمي الذي يُوفِّرُ علينا قدرًا كبيرًا من الوقت، ويقلل قدرًا لا بأس به من الاختلاف! لابد من: بيان محل الاتفاق -وهو هنا- أن أحدًا لم يدّعِ الكمال لأحدٍ مهما كان، فأيّ نظامٍ في الدنيا لابد وأن يعتريه ما يعتري البشر من نقصٍ وتقصيرٍ وحاجةٍ إلى التطوير والإصلاح.ويلزمُ منه: أن الدعوةَ إلى الإصلاح دعوةٌ مشروعةٌ بل وطبيعيةٌ، وممّا لابد من تحريره أيضًا: ما هي المساحة التي يُمكنُ أن تنالها المطالبةُ بالتغيير والتطوير والإصلاح! فالمحكماتُ الدينية التي نصت عليها شريعةُ الله، وثوابتُ السياسةِ والحكم التي قامت عليها الدولةُ والمبنيةُ في الأصلِ على تلك المحكمات، أمورٌ لا يسوغ الخوضُ فيها، والتلاعبُ بها، وليس وراء ذلك إلاّ الفتن، وتوسيع هوّة الفُرقة والاختلاف بين أبناء الدين والوطن الواحد!بعد ذلك ينبغي -لمريد الحق ومتّبع المنهج العلمي- أن ينحصرَ الخلاف معه في الأسلوب والوسيلة التي يمكن أن تُتخذ للوصول للمقصد المطلوب؟! فإذا كان من شرعِ اللهِ، ومن ثوابتِ الدولة كذلك: أن يطاعَ الولاةُ والعلماءُ المعتبرون في المعروف، وأن تُحترم مؤسسات الدولة الشرعية التي تضم علماء البلد الكبار، فمن المطلوب أن نلتزم ما قرَّرهُ أهل العلم المُخول لهم الحديث فيما تعم به البلوى، وكذلك الالتزام بقرارات ولي الأمر، وذلك فيما يتعلّق بإخراج إحدى وسائل الوصول للمطلوب من دائرة الخلاف وهي (المظاهرات والاعتصامات) لتكونَ محلاً للاتفاق في عدم مشروعيتها، تغليبًا للمصلحة العامة، وإطراحًا للاجتهادات الفردية التي قد تربو مفسدتها على ما قد يظن فيها من مصلحة!وتبقى الوسائل الأخرى المشروعة والتي تحقق المقصود مفتوحة مكفولة -وهذا الذي يجب ضمانه- للجميع.ويبقى الحديث بعد ذلك في مسألةٍ مهمة تحتاج لتحرير دقيق وتأني وبصيرة وقبل ذلك تحتاج لعلم وفقه واعتبار للمآلات، وهي: هذه المطالب التي نقرأها وفيها ولاشك الكثير من الخير، هل هي محلُ إجماع أو شبه إجماع على جميعها، ومَنْ الذي طالبَ فيها؟ وهل كان هناك استقراء وتتبع صحيح لمطالب المجتمع -بجميع فئاتهِ وأعمارهِ وثقافاتهِ- حتى يحق لبعضنا أن يتحدث باسمنا جميعًا؟ هل استمعنا لآراء البسطاء والفقراء والعامة، ومن هو في الحواضر أو القرى أو البوادي لنتلمس همومَه البسيطة الصادقة المُحقة؟ هل يهمُ هؤلاء كثيرًا من تلك المصطلحات النخبوية والفلسفية، وتلك المطالب الموغلة في السياسة ونحوها؟!ويبقى الجهد الأكبر على من بيده الإصلاح والتغيير، أن يتخذ من الوسائل المعينة ما يكفل تحقيق مصالح العباد، وتنمية البلاد، وتحقيق مراد الله في أرض الله.. ولاشك أن في ولاة أمرنا من الخير والعقل وحب الخير ما يجعلنا -بحول الله- نتفاءل بمستقبلٍ مشرقٍ آمنٍ.Fhdg1423@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة