Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

الحج والاستثمارات الفندقية في مكة المكرمة

A A
كانت بداية تاريخ الحج في عهد النبي إبراهيم الخليل عليه السلام بناءً على الأمر الإلهي له ببناء الكعبة ويساعده ابنه إسماعيل لتكون وجهة الحجاج عرب ووثنيين قبل الإسلام، وبنيت الكعبة لتكون مركزاً للعبادة، أما الحج على النمط الحالي فهو على دين الإسلام وكانت بدايته في عهد النبي محمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام عام (632م) ليكون الركن الخامس من أركان الإسلام وقد أرسى عليه الصلاة والسلام قواعد الحج، وعلى مر العصور بعد العصر النبوي والخلفاء الراشدين تعاقب على الإشراف على الحجاج في مكة المكرمة خلفاء وأمراء وسلاطين قبل الحكم السعودي.

والحقيقة كان الحج يعتبر جهاداً لحجاج بيت الله القادمين من خارج مكة المكرمة أو خارج الجزيرة العربية لمشقة السفر وفقدان الأمان وتسلط قطّاع الطرق وعدم توفر وسائل الراحة لقوافل الحجاج، حتى دخل الحكم السعودي للحجاز ولمكة المكرمة والمدينة المنورة فكانت بداية التنظيم الحقيقي للحج وحماية أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام.

ووضع مؤسس الدولة السعودية الملك عبدالعزيز أهم أهداف دولته لرعاية وخدمة الحرمين الشريفين وتوسعتهما وفتح الباب لحجاج بيت الله من جميع أنحاء العالم وضمان أمانهم وسلامتهم وخدمتهم، وبدأ تطوير موانئ وصول البواخر التي تحمل حجاج بيت الله، ثم كان أشهر وأول عقد بين حكومة المملكة العربية السعودية وشركة الخطوط الجوية المصرية في عام (1936م) وكانت أول خدمة جوية تحمل حجاج بيت الله عام (1937م) ثم توقفت الرحلات الجوية عام (1939م) إلى عام (1945م) مع بداية الحرب العالمية الثانية مما أدى إلى انخفاض أعداد الحجاج، وبعد الحرب العالمية الثانية بدأ النظام السعودي لنقل الحجاج عندما أنشئت الهيئة السعودية للنقل العربي وشركة النقل (باخشب) البحرية في عامي 1946م و1948م لنقل الحجاج من مختلف الدول.

وفي عام (1946م) إلى (1950م) وصل 80% من الحجاج عن طريق البحر و10% عن طريق البر و7% عن طريق الجو.

في الحقيقة أن الحج في العهد السعودي كانت بدايته النداء الذي وجّهه مؤسس الدولة السعودية الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في عام (1343م) (فبراير 25 من عام 1925م) للعالم الإسلامي قائلا لهم (إننا نرحب ونبتهج بقدوم وفود حجاج بيت الله الحرام من المسلمين كافة في موسم هذا العام (1343هـ) ونتكفل بتأمين راحتهم والمحافظة على جميع حقوقهم وتسهيل أمر سفرهم إلى مكة المكرمة...)، وكانت بداية الحج السعودي وتابع أبناء المؤسس من ملوك وأمراء سياسة والدهم في خدمة حجاج بيت الله والحرمين الشريفين وكانت التوسعات للحرمين والمشاعر والتي رصدت لها البلايين حتى وصلت إلى ما وصلت له اليوم، وأعظم إنجاز يحسب للدولة السعودية في ظل جائحة كورونا أنها قررت أن لا يقف الحج لبيت الله الحرام والمشاعر المقدسة مع ضمان كل الاحترازات اللازمة لضمان سلامة الحجاج، والحقيقة أن جائحة كورونا قد عصفت باقتصاديات مكة المكرمة وأهلها فاقتصر الحج على السعوديين والمقيمين في المملكة وبعدد محدود لعامين مما أثر على اقتصاديات تشغيل الفنادق والعمائر المخصصة لسكن الحجاج وأثر على دخل الأفراد والمؤسسات التي أنشئت أصلا لخدمة الحجاج والمعتمرين، مؤملاً أن يكون لهم خطط عاجلة لحمايتها من التوقف أو الإفلاس أو مواجهات قضائية مع البنوك والصناديق التمويلية بإعادة الجدولة لثلاث سنوات بدون عمولات قابلة للتجديد حتى نهاية وباء كورونا باذن الله، وأتمنى أن يكون الوضع لكل مؤسسات خدمية ارتبطت بأعمال الحج والعمرة لأن الكثير من أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة يعيشون على إيرادات الحج والعمرة في مختلف الأنشطة.

ورحم الله الملك عبدالعزيز الذي أمر وزير المالية آنذاك الشيخ عبدالله السليمان في الحرب العالمية الثانية عندما توقف الحجاج للقدوم باستئجار جميع المنازل التي كانت تؤجر للحجاج من أصحابها لصالح الدولة، وبعد نهاية الحج ولم تستخدم المنازل ظن أهل مكة بأنهم تورطوا ولم يستفيدوا من الإيجار إلا أن الملك عبدالعزيز رحمه الله أمر وزيره بدفع قيمة الإيجارات لهم جميعاً بقيمة الإيجار المثل من قبل الحرب العالمية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store