Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

«ليْه لا؟!»

ضمير متكلم

A A
* (الدّراما) بشتى صورها بالتأكيد هي إحدى الأدوات المهمة التي يُمْكنها المساهمة في تَنْوير المجتمعات، وإيقاظها مِن ظَلام سُباتها وغفلتها، لِتَزْرعُ في شَرايينها القيَم النبيلة؛ ولكنّ (الدّراما) التي تَبثُّهَا قنواتنا العربية -وللأسف الشديد- أصبحت خلال السنوات الماضية في (معظمها) مِعوَل هَدْمٍ يعمل صباحَ مساءَ على تفتيت أركان الأُسَر وأبنائها بما تُكَرِّس له من سلوكيات وممارسات غير أخلاقية، سواء بتلك الأعمال التي تُدبلجها لتنشرَ بطريقة أو أخرى ثقافات مخالفة للثوابت والمُسلَّمات الدينية والأخلاقية، أو تلك التي تنتجها لتناقش قضايا وحكايات هامشية أو تافهة بعيدة عن نبض المجتمع، فيما تُسوِّقُ في الوقت نفسه -بقصد أو بدونه- للبلطجة والمخدرات والتدخيـن وبذاءة اللسان!.

* ولكن ذلك الظلام الذي تعيشه (دراما العرب) تظهر في ملامحه بين حين وآخر نَسمات من الضوء والأمل، ومنها مسلسل (ليه لا) الذي بُثّ قبل أيام لمعالجة أزمات «الأطفال اليتامى» وأهمية الوقوف معهم ومساندتهم ورعايتهم بشتى الوسائل التي أبرزها بالتأكيد كفالتهم واحتضانهم، وليس تبنِّيهم المُحرَّم شرعاً!.

* فذاك (المسلسل) حظي بمتابعة كبيرة من «المجتمع المصري تحديداً»، وردود أفعال واسعة وتعاطفاً غير مسبوق، تحوّل لأفعال إيجابية وملموسة على أرض الواقع؛ فــ (وزارة التضامن الاجتماعي المصرية) أكَّدت بأنها خلال عرض (حلقات «لِيْه لا») وبعدها مباشرة تلَقَّت من المواطنين ما يزيد على (٢٧٠٠ طلب كفالة يتيم)، مضيفة بأنّ هذا العدد أكثر من الذي يصلها عادة خلال سنةٍ كاملة طوال تاريخها، وهو ما جعلها تعيد النظر في هذا الملف وكافة أنظمته.

* الآثار الرائعة التي تركها (ذلك المسلسل) في نفوس وسلوكيات المتابعين له تنادي بإنتاج المزيد من مثْلِ تلك المواد التي تعزِّز من القيم، وتُسلِّط الضوء على القَامات الوطنية والعلمية والثقافية؛ لِيكونوا رموزاً يقتدي بها الناشئة والشباب، لاسيما أولئك الغارقون في متابعة «التافهين من الممثلين والمطربين ومشاهير السوشيل ميديا»، وهذا ما أرجو أن تتبنَّاه المؤسسات المجتمعية والتربوية في البلاد العربية، و (لِيه لَا)!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store