Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وما ينبئك مثل خبير

No Image

A A
الخبرة تأتي مع تراكم السنين وتجارب الحياة ومخالطة الأنام والتفكر في الخلق والتدبر في الكون وتمحيص للأمر، تلك الخبرة الأدبية التاريخية، إذا ما نظرنا إلى خبرة العصر التقنية التي لا تمت لمثل هذا النوع من الخبرة فقد تجد صبيًا لم يبلغ العشرين من عمره ولديه خبرة في صنع الفيروسات والاختراقات وقد يدمر أجهزة الدول وهو لم يبلغ من العمر عتيًا ولم يعش بين الأنام ولم يكتنز من كنوز الحياة بل إنه يفوق بخبرته من فاقه في عمره عشرات السنين، لذلك الخبرة ليست حكرًا على أحد ولكن السؤال هنا من هو الذي يستحق لقب خبير وماذا يمكن أن يقدم مدعي الخبرة وماهي الرؤية التي جعلتنا نصفه بالخبير، لأننا أصبحنا نجد مثل هذا المسمى وغيره كالمستشار ونحوه تدب كدبيب النمل بين المجتمع دون وضع الأطر العامة لها كمن يهتم بلقب الدكتور حتى وإن أتى بها من موزمبيق مع احترامنا الشديد لتلك الدولة الخضراء، وأعتقد أن أساس المشكلة نابع من طرفين شخصي وقانوني، فهناك أشخاص لديهم داء العظمة متغلغلاً في عروقهم تجدهم يتحدثون في موضوع يهم العامة ومع الوقت يعتقدون أن لديهم الخبرة الكافية لمعرفة النتائج والتحليل فلا غرابة عندما تجد من يقول إنه خبير في سوق الأسهم وهو لا يملك سهمًا واحدًا وهناك من يقول إنه خبير في السيارات وهو مجرد بائع دبابات وهناك من أعطاه النظام صفة الخبير وهو لا يعرف معناها بقدر ما يعتقد أنها مجرد آراء يبديها من رأسه.
لذلك علينا أن نعطي هذا اللقب من يستحقه ومن نعرف دقة تقاريره وآرائه وثقلها في الحكم أو في الخبرة، الموضوع ليس كما قاله لي ذات يوم المحافظ رميح الشتيوي حفظه الله ليس سلق بيض مجرد رأي أو خطاب تقدمه بل يجب أن يتفطر خبرة ويتقاطر منه الرأي السديد. فقد نزل الرسول في غزوة بدر منزلاً حتى أخبره الصحابي برأيه السديد وكان مقنعًا واستجاب له الرسول ولم يسفه رأيه ويقول أنا النبي أو أنا القائد أو لدي المستشارون أو الخبراء وإنما استجاب لرأيه فكان النصر حليفهم، وما أود قوله أن صفة الخبير والمستشار يجب أن نهتم بها حتى يمكن لنا أن نشكل تصورًا للأمر بالشكل الصحيح.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store