Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
غسان حامد عمر

نقاط في زمن الشتات

A A
* قال لي: كشرت الدنيا عن أنيابها منذ أصبح عمري رقمين لا رقماً واحداً (٩..١٠)

‏فقلت: كل هذه المآسي والأحداث موجودة منذ ولدت، لكن والدينا ومن حولنا كانوا يخفونها عنا، وعندما كبرنا ورحلوا انكشف الغطاء من فوقنا وكأنهم القوات الجوية التي وفرت الغطاء الجوي من صواريخ العدو.

أنت محظوظ لأنك واجهت هذا العالم متأخراً، انشغلت بألعابك وعالمك الذي أسدل ستاراً على ما حولك، كم من أطفال حول العالم جابهوا الحياة بصدور عارية فسلبت طفولتهم.

‏رواية الطفولة تأفل شيئاً فشيئاً والقصة اللطيفة ذهبت ومن الأفضل عدم إنكار الرواية الحالية والتعايش معها.

ربما هي نهاياتُُ مختلفة.

فهل كان دوستويفسكي محقاً حين قال: ‏»لا تكبُر إنّهُ فخ»؟

*ركبت القطار الكهربائي مؤخرًا وفكرت: إنني لا أرى ما يحرك القطار لكنني متيقن أنه ثمة قوة محركة له لا أراها بعيني.

* حضر المأذون ليوثق عقد النكاح في وسط طقوس مبهجة.

‏بعد أقل من عام حضر للمحكمة محاميان ممثلين للعروسين لفسخ العقد.

‏ما يحدث حولنا يدعو للتفكير، المستفيد من بعض الزيجات هذه الأيام هم: البنوك، صالات الأفراح، شركات الطيران، المنتجعات في الخارج والمأذون والمحامون!

* نسب الى «ماثيو ماكونهي» مقولة: ‏»الشهادة ورقة تثبت أنك متعلم لكنها ‏لا تثبت أبدًا أنك تفهم.!»

* ‏«الحراك الإجتماعي» «Social Mobility» ‏مصطلح في علم الاجتماع يطلق على تغيير وضع أسرة ما في المجتمع، ومنه نتج مرض اجتماعي يسمى «أثر المحاكاة» أي اندفاع الفرد إلى تقليد غيره الأعلى دخلاً في نمط الاستهلاك، مما يؤدي إلى ظاهرة «الاستهلاك المظهري».. والحراك في أوجه في مجتمعات كثيرة هذه الأيام.

وانتشرت مؤخراً دعابة تقول بأن كلمة «تم إيداع» أفضل ألف مرة من ألطف عبارات التودد والكلمات الجميلة! يقول «فرويد» أن للدعابة صلة كبيرة باللاوعي وله كتاب بهذا العنوان.

* أحياناً يكون النوم هروباً.. وقد يحدث أن يفشل ذلك الهروب!

* أعترف أن لدي رفضاً لتجربة مقهى أو مطعم حديث كل أسبوع! لدي رفض لهذا اللهاث وراء كل صيحة وصرخة جديدة يقودها العقل الجمعي المجتمعي ممثلاً في وسائل التواصل.. لدي تصور بأن هذا السلوك من شأنه أن يقصر من عمر هذه المتاجر، ودليل على تصوري أن عدد المقاهي والمطاعم التي يزيد عمرها عن عشرة أعوام لا يكاد يذكر.. لا مانع من ‹الاصطدام» صدفة بمكان جديد يوماً ما، لكنني أحب أن يكون لدي مكان مفضل وطاولة ومشروب مفضلان، أعرف النادل ويعرفني وأسأله عن ما حدث في كذا وعن رأيه في كذا.. العلاقة مع المكان لا يفهمها كثيرون.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store