Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

طريق الهجرة والجذب السياحي

A A
اليوم هو يوم تتعطر فيه أرجاء الأرض كلها بذكر شيء من سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو رحلة هجرته من مكة المكرمة الى المدينة المنورة، وكم أتمنى أن يكون في كل بيت كتابًا عن السيرة الذاتية للحبيب صلى الله عليه وسلم ليتعطر البيت ومن فيه بعبق سيرته وأحداث نبوته منذ أن ولد الى أن توفي تحقيقًا لقوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا) فلا خير في أب أو أم لا يودد ويحبب رسول الله وأهل بيته الطيبين الطاهرين إلى أبنائه وبناته من خلال سيرته وأحداث تاريخه والتي اليوم الاثنين ١٤٤٣/١/١ نحن بصدد ذكرى لذكر واحد من تلك الأحداث ألا وهو حدث الهجرة النبوية، فالهجرة النبوية مقطع سينمائي يجسد تاريخ لرحلة نبي هاجر حاملا معه دين رب العالمين من خلفه، آثار ومواقع على طول الطريق يمكن أن تكون مشروع جذب سياحي هو مشروع «طريق الهجرة النبوية» بدءًا من غار ثور مخبأ النبي والصديق حيث الساحة والمسافة الأولى التي بدأ منها سير طريق الهجرة حيث يمكن عمل مجسم سياحي للأحداث الأولى للهجرة (مثل خوخة أبوبكر، و ما كان يقوم به كل من عبدالله ابن أبي بكر وعامر بن فهيرة وأسماء ذات النطاقين وعبدالله بن أريقط) وإظهار العبارة الإيمانية عندما قال عليه السلام عند الغار: «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما» ثم في طريق الهجرة الموقع الذي غاصت فيه خيل سراقة بن مالك وعنده يكون مجسم للحادثة ثم الانتقال الى موقع خيمة أم معبد وتجسيد الوصف النبوي الذي ذكرته وما حدث معها مع النبي صلى الله عليه وسلم في لوحة حجرية في نفس المكان، ثم السير في طريق الهجرة الى القرى التي مر عليها في طريق هجرته، ثم إلى مواقع مشارف المدينة المنورة حيث ثنية الوداع وقباء ومسجد الجمعة والآبار والبساتين في بداية أيامه الأولى بعد وصوله صلى الله عليه وسلم، ثم إلى بيت أبو أيوب الأنصاري مستضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمكن عمل لائحة الشرف بأسماء من هاجر من الصحابة، ونماذج من التآخي بين الأنصار والمهاجرين الى أول الأعمال التي قام بها عليه السلام بعد تمام الهجرة كبناء المسجد النبوي.
إن طريق الهجرة ورحلة الهجرة تصلح أن تكون مشروعًا لجذب سياحي مبارك، فالعالم الإسلامي والمسلمون في الخارج يتمنون إذا وصلوا حجًا أو عمرة أن يكون لهم دليلاً سياحيًا للتعرف على أحداث طريق الهجرة حدثًا حدثًا، وهذا يفتح لوزارة السياحة في المملكة بابًا من النشاط لا يوجد إلا في المملكة لخصوصية الأحداث المتعلقة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويمكن يتبع ذلك دراسة كل ما له علاقة بتاريخ العبق النبوي من آثار مثل أحداث بدر وأحد والخندق والمساجد والآبار والبساتين الأثرية ولا يلزم أن يكون هذا النشاط السياحي فترة الحج إنما طوال العام، فالسياحة الدينية من أكثر أنواع السياحات جذبًا وطلبًا لدى أي إنسان فكيف إذا كان الأمر له علاقة بسيد المرسلين ونبي الرحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم، فلا شك أن الاقبال سيكون أكثر وأكثر لكن الأمر يحتاج الى جهات ذات اختصاص توثيقًا واخراجًا لتصنع من تلك الأحداث والمواقع التاريخية أماكن سياحية.. فهل تستطيع وزارة السياحة عمل ذلك؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store