Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

حصحص الحق.. روحاني يعترف بسرقة إسرائيل للأرشيف النووي!!

A A
هل كنا نتوقع سياسة إيرانية مختلفة عقب تسلم (إبراهيم رئيسي) زمام السلطة في إيران؟ بالتأكيد (لا)، لأن الأمر ليس بيده مثل الذين سبقوه، فالمرشد هو من يتخذ القرارات المصيرية وغيرها ويمليها على رئيس الجمهورية، ولذلك جاء خطاب (رئيسي) -خطاب القسم- متماشيًا مع تلك السياسة، ووفق نقاط لاشك حددها (المرشد)، فقد تمسك بمواصلة دور إيران الإقليمي، وعدّ بلاده مدافعة عن حقوق الإنسان في كل دول العالم، كما تعهد بالمضي قدمًا في سياسة تصدير الثورة، واستمرار سياسة بلده في أوروبا والولايات المتحدة وأفريقيا واليمن وسوريا وفلسطين، كما حدد شروطه لمواصلة مفاوضات (فيينا)، وتأتي على رأس تلك الشروط الخاصة بإحياء الاتفاق النووي رفع العقوبات الأمريكية، إذن لا يوجد جديد في ظل هذه القيادة تقود إلى التهدئة أو الالتزام.

ما يجعل النظام الإيراني يتمادى في غيه وبلطجته هو الضعف الذي تبديه الدول الكبرى ومواقفها السلبية تجاه ما يحدث من اختراقات وقرصنة، ونضرب مثالا، (مجموعة السبع) التي وقفت موقف المتفرج حيال استهداف إيران للناقلة (بيرسر ستريت)، وخطف الناقلة (اسفلت برنسز) واكتفت عقب اجتماعها الأخير بإصدار بيان أدانت فيه الهجوم، وتعهدوا بالالتزام بالأمن البحري وحماية الشحن التجاري، ودعوة إيران إلى وقف جميع الأنشطة التي تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، هذا الضعف، بل التراخي، هو ما شجع النظام الإيراني على ممارسة التسويف تجاه مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في (فيينا)، وكسب الوقت لتخصيب اليورانيوم، ولو صدق وزير الدفاع الإسرائيلي (غانتس) فإن أمام إيران عشرة أسابيع فقط لتحصل على ما يكفي من المواد النووية لصناعة قنبلة، وما يجعلنا نرجح صدق ذلك، هو إعلان إيران الذي سبق أن أطلقته، بأنها سوف تبدأ بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60%، وهذه تعتبر مرحلة متقدمة تهيء لها التخصيب بنسبة 90% المطلوبة لصناعة قنبلة نووية.

حينما أعلن (الموساد) الإسرائيلي تمكنه من تهريب الأرشيف النووي من إيران في 2018، وعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق (نتنياهو) على شاشات التلفزيون أدلة على وضع إيران برنامجًا سريًا لتطوير سلاح نووي، أنكرت إيران حدوث ذلك، وقال عنها المفاوض النووي الإيراني (عباس عراقجي) بأنها مسرحية صبيانية، وأدلة ملفقة، إلا أن الرئيس السابق (روحاني) اعترف أخيرًا وهو يودع منصب الرئاسة بأن (تل أبيب) تمكنت من سرقة الأرشيف السري النووي لطهران، وأن هذه السرقة هي السبب في انسحاب الرئيس الأمريكي السابق (ترامب) من الاتفاق النووي مع إيران، تلك الوثائق المحملة على (183) قرصًا لابد أنها كشفت عن مضي إيران في العمل على صناعة قنبلة نووية رغم توقيعها مع دول (5+1) على إيقاف التخصيب وإنتاج أسلحة نووية .

نعود لنقول، بأن السلبية التي هي عليها مجلس الأمن الدولي، وكذلك الدول الكبرى -دول السبع- هي التي جعلت النظام الإيراني يتجرأ في ارتكاب الأعمال الوحشية ويمارس الإرهاب، ويهدد إعلامها الولايات المتحدة وبريطانيا بأن مصالحهما لا يمكن أن تكون آمنة، وأن أرض فلسطين المحتلة بأكملها تحت مدى صواريخ إيران فائقة الدقة، وأن الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين لا يبعد كثيرًا عن أهدافهم كما جاء في صحيفة (كيهان) المقربة من (المرشد) و(الضال) في مفهومنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store