Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريــف قنديل

آن الأوان للتعرف على الذين دخلوا القصر الرئاسي ليحكموا أفغانستان!

A A
لن أخفي غبطتي بفرار المارشال الأفغاني عبدالرشيد دوستم، لأسباب شخصية محضة حتى لا يذهب الخيال المعتاد بالبعض إلى ما هو أبعد!. وكنت قد وصلت إلى كابول، في ظروف مماثلة لما جرى ويجري اليوم، حيث انطلقت صافرات الترحيب وأصوات السيارات، ترحيبا بمقدم موكب الرئيس رباني، يتبعه موكب الشيخ سياف، قبل أن يتحول الفرح في دقائق إلى أنهار من الدم، ويومها كتبت وهذا التقرير منشور، «دماء في عرس كابول»! والذي حدث أنني دخلت مع الداخلين، إلى أن وصلنا إلى أسوار القصر الرئاسي، مع زوال الشمس فوجدناه محتلاً، وقال أحدهم إن الحل الوحيد أمامي هو التوجه سريعاً إلى أكبر فنادق العاصمة، وأظنه «سيرينا»، حيث يسكن الصحفيون الأمريكيون الآتون من قديم مع القوات الأمريكية، وقد كان! توجهت إلى الاستقبال، فوجدته مسلحاً بالكامل، قبل أن يمطرني أحدهم بوابل من الشتائم فور أن نطقت بالعربية، فلما عدت للإنجليزية، كان الوقت قد مضى، حيث ركل المسؤول المسلح حقيبتي بقدمه، آمراً بإخراجي فوراً!.

الآن، أفرك عيني أمام الشاشة، قبل أن أتوجه لمكتبي لمتابعة آخر الأخبار القادمة من كابول، وفي ذاكرتي وجوه لم تسقط منها بعد، رغم جبروتها أو قسوتها، وما فعلته بأفغانستان وبنفسها!. الآن أستطيع أن أقول إنه من حسن حظ أحمد شاه مسعود أنه مات قبل أن يشهد هذا اليوم!. لقد قضى مسعود حياته كلها أو جلها في محاربة السوفيت، ثم في محاربة حركة طالبان، قبل مقتله في ظروف غامضة!. أتذكر قلب الدين حكمتيار، «مهندس المجاهدين» كما أطلق عليه البعض، و»جزار كابول» كما أطلق عليه البعض الآخر، وأنا أتساءل إلى أين، وإلى من سيؤول؟. لقد عاد الرجل إلى العاصمة بعد أكثر من 20 سنة، على مشاركته في خرابها في أعقاب توقيعه على اتفاق سلام مع الحكومة الأفغانية قبل ثمانية شهور. لقد تصورت لوهلة أن الرجل الذي حذفته الولايات المتحدة من قائمة الإرهاب يمكن أن يلعب دوراً في الحياة السياسية، لكن العاصمة، أبت أن يشارك في حكمها كل من تلطخت أياديه بدماء الأبرياء!. أتذكر وجه سياف، الذي توقعت أن يكون له الدور الأبرز في استقرار الوضع، خاصة وقد حاول تذليل الخلافات بين الفرقاء في اجتماعات اللوياجرغا التي انبثق عنها الدستور الأفغاني في بداية عام 2004.. لكن كابول ترفض!.

دعنا من المذكرات الآن، فقد بات على العالم أن يعيد التعرف على السير الذاتية لقادة طالبان، الذين سيدخلون تباعا القصر الرئاسي ليحكموا أفغانستان.. هذا هو الملا هيبة الله أخوند زاده، القائد الأعلى الذي اختير بعد مقتل سلفه محمد منصور في غارة أمريكية.. وهذا هو الملا عبدالغني برادر، أحد مؤسسي الحركة، مع الملا محمد عمر، وهنا سراج الدين حقاني، نجل جلال الدين حقاني، وقد سبق اتهامه باحتجاز غربيين! وعندك الملا يعقوب، نجل الملا محمد عمر.. فماذا هم فاعلون بأنفسهم وبأفغانستان؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store