Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

أقبح صورة لعام 2021م

همزة وصل

A A
تلك الصورة الجماعية للإخوة الأفغان والذين شاهدهم العالم كله وهم يركضون خلف طائرة الموت الضخمة والتي نقلت للعالم خوفاً (لا) يصدق، العالم الذي لن ينسى ألم الإخوة الأفغان وهم يزفونه في حفلة جماعية.

صورة يستحيل أن تغادر أذهان الناس والعالم الذي لايزال في صدمة جماعية وذهول يحمل بينه ألف مليون سؤال مرتبك!!، وألف مليون غصة لمحزون يريد أن يقول للعالم كيف حدث هذا؟، وكيف تصرَّف قائد الطائرة هكذا بجنون؟، ومضى يمشي فوق المدرج المملوء بالأجساد، وكيف أصر على أن يواصل رحلته!! وهو يعلم أن عالماً من البشر يركضون معه ويحاصرون طائرته من كل الجهات وأن بعضهم تعلق بالطائرة وألغى عقله.

صورة (لا) يمكن لأحد أن يصدقها، و(لا) لأحد أن يتوقع أن تحدث في أي مكان في العالم الذي ما يزال يسأل وهو يعيش هول الصدمة ووجع الحقيقة!!.

حاولت أن أقنع نفسي بأي شيء وأي حجة إلا إنني عجزت ومازلت في عجزي وحيرتي وحزني الممزوج بأحاسيس مزكومة ومتناقضة لشيء كان يفترض ألا يحدث أبداً إلا أنه حدث وأمام الملأ ليكشف للعالم كله عن حجم اليأس والفقر الذي يدفع بالإنسان أحياناً للموت المحقق، وعن كيف يعيش الإنسان!!، وكيف يموت الإنسان!!، وكيف يتصرف الإنسان بجنون!!، وكيف يتخلى عن عقله في حضور الخوف والقلق الذي دفع بتلك الجموع للتجمهر خلف طائرة الموت!، تلك الطائرة التي لم تكترث أبداً بأنظمة الطيران و(لا) بالإنسانية و(لا) بالإنسان و(لا) بالقيم الأمريكية التي حدَّثتنا أمريكا عنها كثيراً وعن الإنسانية أكثر وعن حقوق الإنسان وعن وعن!! ليرى العالم كله قبح الفعل وعدم الاكتراث بأي شيء يهم الإنسان، وكأن الإنسان ليس سوى دمية و(لا) قيمة له أبداً في عالمهم المسكون بالغرور!!، ومن يصدق أن تمضي طائرة فوق مدرج المطار على أجساد البشر دون أن تهتم بسلامة كل الذين يحاصرونها من كل مكان وتغادر تاركة خلفها مآسي السقوط للقيم قبل سقوط الأجساد وموت الأرواح تلك التي كانت تأمل في الهروب من الموت إلى الموت.

(خاتمة الهمزة).. سوف تبقى تلك الصورة في ذاكرة الأرض وأتوقع بأن تفوز بأقبح صورة لعام 2021م، وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store