التعليم هو أساس بناء المجتمعات وتطورها، وأي خلل في هذا النظام تكون عواقبه وخيمة على البناء المعرفي للأجيال، وليس ثمة شك في أن وزارتنا الموقرة تسعى جاهدة إلى تحقيق كل ما من شأنه النهوض بالعملية التعليمية في بلادنا، والخروج من أزمة الجائحة إلى الوضع المناسب الذي يحفظ سلامة الأبناء ومواصلة مسيرتهم التعليمية.. إلا أن قرار العودة إلى المدارس بهذه الكيفية أفقد التعليم أهم أهدافه، فلا هو حضور مكتمل الأركان، ولا هو تعليم عن بعد، كما كان عليه العام المنصرم، والذي أثبت نجاحه بكل المقاييس مقارنة بتعثر التعليم في العديد من الدول المترددة بين الحضور والتعليق، وهذا ما جعل العديد من وزارات التعليم العالمية الإشادة بهذه التجربة الناجحة.
لماذا نفقد كل تلك المكتسبات الجميلة، والجهد المبذول في بناء تلك المنصة، والتي أجادها واستوعب محتواها كل من المعلمين والطلاب على حدٍ سواء، فالأولى بناء التوسع والتحسين والتطوير لكل ما أنجز في هذا المجال، إلى حين انكشاف الغمة من هذا الوباء بالكلية، ولا نكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة.
نحن الآن في بداية العام ولازال في الوقت متسع لتصحيح الأخطاء، فليس هناك جدوى من الحضور الجزئي الذي خلق أجواء من التشتت لدى الطالب، فهو أشبه بالتعليم الذاتي عبر المنصة بدون موجه أو معين أو حسيب، فليس من الحكمة توقع النضج الكامل للطلاب وتحمل المسؤولية الذاتية في التعليم.
نحن مع الحضور كامل الأركان لكل المحصنين إذا تمت الموافقة عليه من أهل الاختصاص، فهو بلا شك أنجع وأكثر استيعاباً بلا أدنى ريب، ولكن استمرار العملية التعليمية بهذه الكيفية تنذر بفاقد تعليمي مخيف، فمن يعلق الجرس ويعيد البوصلة إلى وجهتها الصحيحة؟
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
