Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الملك وإطلالة الجمعة

يوم الجمعة يومٌ من أيام الله المباركة والمشهودة في حياة أهل الإسلام، وهو سيدُ أيام الأسبوع؛ لكثرة ما أودعَ اللهُ فيه من أجور، وجمعةُ الأمس خرج السعوديون كعادتهم لأداء هذه الفريضة العظيمة، وبعد صلا

A A

يوم الجمعة يومٌ من أيام الله المباركة والمشهودة في حياة أهل الإسلام، وهو سيدُ أيام الأسبوع؛ لكثرة ما أودعَ اللهُ فيه من أجور، وجمعةُ الأمس خرج السعوديون كعادتهم لأداء هذه الفريضة العظيمة، وبعد صلاتهم أكادُ أجزم أن جميعهم، أو معظمهم كان يترقّب تلك الإطلالة المرتقبة، والمهيبة، والمحبوبة لرجلٍ أحبّوه من قلوبهم، وأحبهم من قلبه، حبيبٌ في مرتبة ملك، وملكٌ مَلَك مشاعرهم وعواطفهم بصدقه وطيبته وحنوه وأصالته، ظهر الملك، وألقى خطابه الملكي المفعم بالمحبة والتقدير لعامة شعبه (إني أفخر بكم) والتقدير لأهل العلم والفضل: علماءُ هذه البلاد، وخصّهم بالذكر والثناء، وكذا رجال الأمن، وحماة الوطن.فأي وفاء مثل هذا الوفاء، وأي خطاب مثل هذا الخطاب يسمعهُ شعبٌ من قائده -وفي مثل هذه الأيام-؟!لقد تلمّس الملك بكل وعي جوانب مهمة وعظيمة، سيكون لها الأثر البالغ والكبير في دعم المواطن ماديًّا ومعنويًّا كذلك، ومساعدته على قضاء حوائجه وسد خلته، وأثرها في تنمية الوطن في جوانب مهمة شرعية وعلمية وعسكرية.وكم هي جميلة ورائعة تلك اللفتات العظيمة والدقيقة منه -حفظه الله- المتعلّقة بإنشاء المجمع الفقهي السعودي، وافتتاح فروع للإفتاء، ودعم هيئة الأمر بالمعروف، ممّا يؤكدُ مجددًا طبيعة هذا الكيان، وفكر هذه القيادة الرشيدة، الذي انطلق أصلاً من شرع الله، امتثالاً وتطبيقًا، وهو ما يجب دائمًا استحضاره، وعدم المطالبة، أو الجنوح إلى ما يشذ عنه، فهذه الدولة خادمة الحرمين، وحامية الإسلام، وباذلة المعروف لكل الناس، وهذا ما ظهر ويظهر جليًّا لكل منصف عاقل، ولا يجادل فيه إلاّ مكابر، أو صاحب هوى!كم هو رائع هذا (الملك) وهو يضعُ النقاطَ على الحروف، ويقيمُ الحجةَ على كل كاتبٍ ومتحدّثٍ عندما حمى جناب العلم والعلماء من التطاول والإيذاء، فسماحة المفتي، وكبار العلماء لهم قدرهم ومكانتهم؛ لما يحملونه من علم، ولعظم أثرهم في الناس، وهو ما نبّه إليه الملك، وشدّد فيه -وفقه الله- لعل في ذلك ذكرى لمن كان له عقلٌ، وهو درسٌ ملكيٌّ في الأدب والتأدب مع أهل العلم الشرعي، وبيان وتقدير رائع لمكانتهم، وعلو سمتهم، حتى لا يتجرأ على العلم وأهله كلُّ مَن شاء أن ينتقد أو ينتقص!هنيئًا لك أيُّها الوطن بهذا الملك المؤمن بربه، المعتز بشعبه، المُقدّر لعلمائه ومفكريه، ويا خادم الحرمين أبا متعب: إن حب الناس نعمةٌ ومنحةٌ لا ينالها أي إنسان مهما علا شأنه، إلاّ بفضلٍ من الله، ولأسبابٍ تستحقُ هذا الحب، فنيتك وصدقك وطيبتك وعطفك من سماتك التي قربتك من شعبك، فمنَّ اللهُ عليك بهذا الحب الصادق، فطب به نفسًا رعاك الله.لقد حمّلنا الملك -رعاه الله- أمانة الدعاء في كلمةٍ مؤثرةٍ، فاللهم وفق هذا الملك المحبوب، واغفر ذنبه، وسدّد رأيه، وأطل في عمره، وأحسن عمله، وهيئ له من أمره رشدًا، وأدم عليه فضلك وحب الخلق، ومتّعنا بوجوده بيننا، واجعله ناصرًا لدينك رحمةً لخلقك.. آمين.Fhdg1423@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة