Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

رفض موسكو اتهام إيران بتزويد الحوثيين بالسلاح أفشل مهام مندوبي الأمم

A A
هناك مقولة للأمين العام للأمم المتحدة الأسبق (كوفي عنان) قال فيها: (الأمم المتحدة هي فرقة الإطفاء الوحيدة في العالم التي يجب عليها الانتظار إلى أن تندلع النيران قبل أن تستطيع إحضار سيارة الإطفاء)، وهي شهادة من سياسي معاصر شغل العديد من المناصب القيادية كان من بينها هيئة الأمم، ملم بما حدث ويحدث خلف الكواليس، تعطينا قناعات بأنه لا أمل في حل أي نزاع يُحال إلى تلك المنظمة، وعليه نوقن بأن مشكلة اليمن لن تجد الحل المناسب الذي يفرض على الحوثيين إنهاء الحرب والإذعان لقرار مجلس الأمن رقم (2216) الصادر عام 2015 في ظل الضعف الذي هي عليه، الأمر الذي ساهم في تمدد مليشيا الحوثي وبسط سيطرتها على معظم مدن اليمن بما في ذلك العاصمة (صنعاء)، ولم تنجح مساعيها طوال السبع سنوات الماضية في تحقيق أي تقدم يقود لإنهاء هذا الانقلاب على الشرعية رغم بعث العديد من المندوبين الذين أعلنوا فشلهم.

وفي الحقيقة لا نعلق آمالاً على جهود الأمم المتحدة وقد رأيناها تفشل في الأزمة السورية، والقضية الفلسطينية عندما لم تقم إسرائيل بتنفيذ عشرات القرارات الصادرة ضد دولة الاحتلال، وفشلها أيضًا في وقف برنامج إيران النووي، وفي مهمات حفظ السلام في التسعينات في الصومال، وراوندا، والبوسنة، التي وصفها (عنان) بحالات الفشل الكبرى، وفي الوقت نفسه ندرك العثرات التي تواجهها الأمم المتحدة من بعض الدول الكبرى، مثل روسيا، التي سمحت على مضض باعتماد قرار مجلس الأمن رقم (2216) حينما امتنعت عن التصويت، واعترضت على القرار رقم (2402) الذي قدمته بريطانيا الخاص باتهامات بحق إيران تتعلق بإمدادها الحوثيين مستخدمة (الفيتو) لا لسبب، سوى أن موسكو وجدت رفضًا لقبولها كوسيط بالنظر لأنها ترفض اتهام إيران تزويدها الحوثيين بالسلاح.

في خطابه أمام الدورة (76) للجمعية العامة للأمم المتحدة اتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مليشيات الحوثي برفضها مبادرات السلام الرامية لإنهاء الحرب في اليمن، ومراهنتها على الحل العسكري للسيطرة على المزيد من الأراضي في اليمن.. وكان الأولى بالمبعوثين (الأممي والأمريكي) الاستفادة من إخفاقات المرحلة الماضية وممارسة أقصى درجات الضغط على مليشيا الحوثي وداعميها لإفشالهم كافة الجهود الهادفة لإنهاء الحرب، والقبول بالمبادرة التي طرحتها المملكة في هذا الشأن.

الحال في اليمن يتطلب تدخلا عسكريًا كالذي حدث في (الصومال) و(راواندا)، فكل الأحداث والجرائم المروعة التي ترتكبها مليشيات الحوثي بدعم من إيران تتطلب هذا التدخل لحماية المواطنين وإعادة الشرعية لممارسة عملها من الداخل اليمني من العاصمة (صنعاء)، فلقد أصبح اللجوء إلى هذا التدخل مبررًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store