Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

إلغاء التباعد والاستغناء عن الكمامة!!

A A
منذ أن بزغ سيىء الذكر فيروس كورونا الى الآن كتبت عنه موضوعات علمية عبر صحيفة المدينة يصل عددها الى الثلاثين مقالاً كلها لها علاقة بكورونا وجاء ذكر بعضها كجزء من كتاب ألفته بالمشاركة مع بعض الزميلات كأول كتاب باللغة العربية عن كورونا متضمنا التطرق الى التعريف بالفيروس والنواحي المناعية والخلايا الجذعية تم طبعه في مركز النشر العلمي في جامعة الملك عبدالعزيز ولعل الطبعة الثانية نضمنها شيئاً عن الأكسوزومات كنتائج لبعض أبحاثنا الجديدة.

إن مما يبشر بالخير هذه الأيام هو تقلص حالات الاصابة بكورونا الى أعداد محدودة وأتوقع المستقبل القريب إن شاء سنشهد تنازلا أكثر وأكثر بالنسبة مما عليه الحال الان وهذا تم بتوفيق الله ثم بتبني الدولة يحفظها الله المشروع الصحي الحضاري لمواجهة فيروس كورونا منذ البداية وبكل الخطوات الواجب اتخاذها حياله والتي من اهمها تعميم اللقاح للوصول الى مرحلة مناعة القطيع أو المناعة المجتمعية وهي الحالة التي اذا تحققت توجب الغاء الاحترازات الوقائية مثل التباعد وارتداء الكمامة، لذلك بدأت بعض الدول الاوربية باتخاذ خطوات عملية نهائية باعلان العودة للحياة الطبيعية دون الحاجة للاحترازات الوقائية والتي من اهمها الكمامة والتباعد وان كان من اقتراح أقدمه لوزارة الصحة فهو أن نبدأ بالغاء التباعد تماما مع بقاء الكمامة احتياطاً.

ان التباعد مع بقاء الكمامة في أماكن ومناسبات ومساجد وقاعات ولقاءات يعتبر مؤشراً من خلاله ستقرأ الحالة الصحيحة للوضع لان ارتداء الكمامة يحقق حماية نسبية عند التقارب فالواجب على الناس أن تحمي نفسها من تناقل الفيروس ولبس الكمامة يحقق شيئاً من ذلك وفي نفس الوقت يحقق انفراجاً كبيراً في الحياة والمناسبات الاجتماعية والامر في هذا يعود بعد الله الى وزارة الصحة ولكن الاعداد والحالات التي تعلنها وزارة الصحة تؤكد ما اقترحه هنا من التخلي عن التباعد وقد يكون من المناسب الابقاء على الحس التوعوي لأمور مثل عدم ارتياد المولات والمساجد والمناسبات في حالة الاصابة بالفيروس او حتى اي فيروس اخر مثل الانفلونزا لان ذلك هو الواقي الأساسي من انتشار الفيروس وهو ما حث عليه ديننا الحنيف وهو الا يدخلن ممرض على صحيح.

وقد أحسنت وزارة الداخلية في اعلانها وتشديدها على عدم السماح بالدخول في اي مكان تجاري أو حكومي إلا بعد الاخذ بالتحصين بأخذ الجرعتين وهو ما وفرته الدولة حفظها الله لمواطنيها ومقيميها ولكل من هو على اراضيها وهو الذي تحقق عنه المناعة المجتمعية التي بها تتأكد الدعوة الى الغاء التباعد وقد يكون خطوة لاحقة الاستغناء عن الكمامة بعد مزيد من تناقص الحالات أما الجرعة الثالثة وماتم التداول بشأنها فان عموم القول انها إضافة وجرعة تكميلية وفق ماسبق ذكره عن بعض مسؤولي وزارة الصحة وليس مما يوجب الاخذ بها كما اننا باذن الله على أبواب العافية من هذا البلاء وان نأخذ الدرس من ذلك وهو ان مخلوقاً ضعيفاً كهذا لا يرتقي ان يكون كائنا حياً يظهر عجز البشرية كلها وان الله سبحانه وتعالى رحيم بأهل الارض وانه تقدست اسماؤه على كل شيء قدير فيجب تعظيمه (يا أيها الناس ضُرب مثلٌ فاستمعوا له، ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه، ضعُف الطالب والمطلوب).

لعلي في مقال لاحق ان شاء الله أشرح المعنى العلمي لقوله تعالى (وان يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store