Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عدنان كامل صلاح

وسائل التواصل الاجتماعي.. القوة القاهرة

A A
يعكف المشرعون في الكونجرس الأميركي، هذه الأيام، على دراسة أنظمة جديدة تستهدف رفع الحماية القانونية عن المواقع الإلكترونية مثل فيسبوك ويوتيوب وتويتر ووضع قواعد جديدة لعمل وسائل التواصل الاجتماعي. وينعكس اهتمام المشرِّع الأميركي الذي يدرس وضع القانون أو القوانين الجديدة على تأثير هذه الوسائل على المستخدم الأميركي فحسب. إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي تعاظم دورها على مستوى العالم وليس في أميركا فقط وتضخمت قوتها بحيث أمكنها أن تمنع رئيس الولايات المتحدة الأميركية (دونالد ترمب) من استخدامها بدون أن تخشى أي مساءلة قانونية، وبدون أن يكون لقرارها أي عواقب أخرى.

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي بشكل واسع، بما في ذلك في بلادنا كمثال فإن إحصاء لعدد مستخدمي «تويتر» في العالم حتى شهر يوليو من هذا العام كان (206) ملايين، (73) مليوناً منهم في أميركا و (12.7) مليون في المملكة العربية السعودية. إلا أن عدد مستخدمي الفيسبوك عالمياً يقرب من الثلاثة بلايين شخص واليويتوب أكثر من بليونين والواتس أب بليوني مستخدم. ويقول تقرير لمؤسسة كندية صدرعن العالم الرقمي لعام 2019 أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي بلغ أكثرمن (136) مليون شخص. وأن متوسط تصفح المستخدم في السعودية 4 ساعات و14 دقيقة وفي مصر 3 ساعات و55 دقيقة والإمارات 3 ساعات و53 دقيقة وفي المغرب 3 ساعات و31 دقيقة. ويقول التقرير أن معدل هذه الأرقام يفوق المتوسط العالمي بأكثر من ثلاث ساعات.

وسائل التواصل الاجتماعي باتت تشكل أهم أدوات التأثير في صناعة الرأي العام وتشكيله وتنشئة الشباب وتثقيفه، كما أنها أصبحت منصة مثالية للجماعات المتطرفة والإرهابية لنشر أفكارها الهدامة وتجنيد الشباب وغسل أدمغتهم، وتمثل العولمة بأوضح صورة حيث أصبحت منصاتها عابرة للحدود غير معترفة بالأوطان، وتسعى لجعل العالم وحدة واحدة بحيث أنها تتمكن من تعبئة المشاعر تجاه أحداث خارج الوطن وتطلق تحركات لصالح تلك الأحداث التي تكون في بلد خارجي ولا ارتباط لها بمن يتحركون لدعم وتأييد القضية داخل ذلك البلد. وتتيح تطبيقاتها إمكانية واسعة للاستقطاب والتعبئة والحشد، وتشجع على إنشاء مجموعات تدخل في حوارات جماعية ضمن مجموعات صغيرة وكبيرة. وليست هناك أي قيود على دقة وصحة الأخبار والمعلومات التي يتم تداولها على هذه المنصات.

كيف يمكن تقليص أضرار هذه الوسائل والاستفاده من قوتها وسعة انتشارها؟.. هذه أمور بحاجة الى دراسة متعمقة، وهناك دراسات تمت ومحاولات تجري لاحتواء أضرار هذه الوسائل، وسيكون من الأفضل أن تخصص مواد لكيفية الاستخدام السليم لوسائل التواصل الاجتماعي ابتداءً من الفصول الأولى للمدارس الابتدائية وحتى الجامعة. ووضع برامج تدريس للشباب تتعلق بهذه الوسائل واستخداماتها

وعلينا القبول بأن هذه المنصات تستخدم من قبل الجميع صغيراً وكبيراً وأن هناك من يسعى لاستخدامها ضمن آليات التسويق الاجتماعي والسياسي التي تستهدف مجتمعاتنا ولن يكون مفيداً حملات الوعظ والإرشاد في مواجهة هذه الوسائل القوية بل الدخول مباشرة لمواجهتها وبشكل متواصل عبر التعليم في المدارس والجامعات وعبر ورش عمل هادفة.

وأختم بهذا خبراً قرأته مؤخراً عن أن صحيفة ذي صن البريطانية قالت إن هناك دراسة جديدة أوضحت أن قضاء أقل من خمس دقائق على وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون كافياً لجعلك مكتئباً.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store