Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حتى في الكارثة.. اليابان غير!

الكارثة التي ضربت اليابان مهولة بكل المقاييس بل لعلها الأشد سوءاً بعد سونامي اندونيسيا الذي قتل قرابة ربع مليون نسمة قبل 5 سنوات تقريبا..

A A

الكارثة التي ضربت اليابان مهولة بكل المقاييس بل لعلها الأشد سوءاً بعد سونامي اندونيسيا الذي قتل قرابة ربع مليون نسمة قبل 5 سنوات تقريبا.. ولو أنها غير اليابان لربما كانت فاجعة كبيرة جداً مع أن كل الدلائل تشير إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 17 ألفا أو يزيد.واليابان غير لأنها مستعدة بصورة تليق بالمكانة المتقدمة التي تتبوأها في ركب الحضارة المعاصرة. ومع أن حجم الكارثة لم يكن متوقعاً، إلا إن إدارة الأزمة كانت حاضرة بقوة. تصوروا كم كان عدد جنود القوات المسلحة الذين نزلوا إلى ميدان الكارثة لإنقاذ الناس والتخفيف من آلامهم والحد من معاناتهم!! إنهم مائة ألف جندي يمثلون 40% من كامل طواقم القوات المسلحة. إنه تفكير استراتيجي متقدم أحسب أنه يغيب تماماً عن كثير من الدول الأخرى. صحيح أن القوات المسلحة مصممة أصلاً للدفاع عن البلاد، لكن الذي حدث في اليابان أمر مروع قد يفوق في هوله أي حرب تقليدية بين دولتين مهما بلغتا من القوة المادية والعسكرية والبشرية. ولذا فالمشاركة في أعمال الإنقاذ والإسعاف والإجلاء تبدو طبيعية جداً، إذ لا يقتصر الدفاع عن البلاد على صد العدوان، وإنما يشمل إنقاذ سكان البلاد إذا اجتاحتهم كارثة أو فاجعة. وذلك من صلب إدارة الأزمات.. أن تحتاط لكل الاحتمالات فتتدرج في وضع الحلول، وفي رسم الخطط وفي تشكيل فرق العمل، وفي تحديد المسؤوليات.وكذلك بالنسبة للجهات المشاركة، إذ عليها أن تدرك مسبقاً الأدوار المطلوبة منها، وأن تحسن التدرب عليها، وأن تكون جاهزة تماماً لليوم المشهود إذا جرت به المقادير، وقبل ذلك كله لا بد أن تعي الجهات المشاركة أن ما تقدمه هو جزء من واجبها تجاه وطنها ومواطنيها لا منّة منها ولا فضلا، بل الأصل أن تسارع إلى المشاركة، وهي ممسكة بأنفاسها خوفاً على أبناء وبنات وطنها، لا تود أن تمسهم شوكة فضلاً عن أن تغرقهم موجة أو تحرقهم شرارة. إنها أزمة عظيمة، وإدارتها فن رفيع وجهد كبير، ومقصد نبيل، فهل نعي الدرس تماماً، بل ونحفظه عن ظهر قلب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store