Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نصيحة لأصحاب الوجوه الحزينة

نصيحة لأصحاب الوجوه الحزينة

A A
في كل مرّة يصيب الإنسان عارض من الله سبحانه من حوادث الزمان وتتجاوز الأمكنة حتّى تتغيّر فيها الوجوه قناعات ونمط معيشته، وأسلوب حياته هكذا تُقْلب رأسًا على عَقِب، والأدهى من ذلك أن المصاب يشعر أنه محطّمٌ من داخل نفسه مبعثر الأفكار يحسّ أنه وحيدًا تتقاذفه ريح عاتية كالشجرة البالية تتساقط أوراقها خريفًا في عزّ الربيع، لا شيء يعادل هذا الألم المليء بالوخز كالأبر التي تشكّ جسم الإنسان رغمًا عنك!

فيأتي الصبر وتأتي الصلاة بلسمًا هي الأخرى شفاءً لكل جرح جديد أو فتق فازداد نتوءًا، فيهما فقط الصبر والصلاة الوحيدين اللذين يقدران بإذن الله على تخفيف ذاك العارض مهما كان شديدًا؛ فطلب الاستعانة تبدأ بالصبر ثم الصلاة وتقبّل أن العارض مقدّرٌ منه عزّ وجل، وهو مصيبك شئت ذلك أم أبيت إنما الصبر عند الصدمة الأولى.

هكذا هي الحياة موت وعوارض الزمان بل في كل منزل تجد فيه ليلاً ضحكًا أهله فرحين، يحتفلون ويرقصون بينما في البيت المجاور القريب منه تسمع نحيب الحزن على فقد مَنْ تحب، سعادة هنا، عزاء هناك، هو الاختبار من الله العلي القدير بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات عندها تأتي البشارة منه سبحانه وتعالى للصابرين الذين لا يملون بقوله تعالى (إنا لله وإنا إليه راجعون) بعدها تنزل شآبيب رحمة الله وفضله بربط قلب المصاب وليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه رفعت الأقلام وجفّت الصحف.

وأخيرًا...

إذا سقط المهزوم كثر الساخرون، ‏وإذا هزم المنتصر قلّ الحاقدون، ‏وإذا كان الحابل بين مهزوم ومنتصر شدّ الحابل بأوجاع الاستهتار، معادلة صعبة أعرف لكن ‏الحقيقة توجع كما قال الناسخ الملصوق الساخر، ‏متى نهتمّ بأنفسنا ساخرين كي لا نقع في الوحل مستهترين وقبل أن نسخر من الآخرين؟!

‏هل يأتي يومٌ نعي أن سقوطنا في الهاوية بداية اعتلاء سُلّم النجاح، بدل ذمّ الغير ونحن مشبعون بالهزيمة من داخلنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store