بحمد الله، نحتفل بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مقاليد الحكم في بلادنا التي تسير بخطى واثقة نحو العالم الأول منذ أن أعلنها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز دولة تجمع شتات شعب يريد أن يكون جسدًا واحدًا ويريد أعداؤه أن يبقى أشلاءً مبعثرة.
تعاقب على سدة الحكم أولئك الملوك البررة المباركون، وكان لكل منهم سجله الخالد من المجد والتاريخ المشرق، فجمعوا بين شخصية الملك والدولة النظامية، وبين الشخصية الأبوية الأكثر ملاءمة لشعب الجزيرة العربية، حين تضيق على أي فرد من الشعب، فيجد دواوين ولاة الأمر تبادر برعايته وتفهم احتياجاته، ولا تغيب عن الذهن تلك المجالس التي يستقبل فيها المواطن ليعرض شكواه بدون وسيط مع صاحب أعلى سلطة في الدولة، وتقتنص الكاميرات لحظات بالغة التأثير لمسن أو معاق يربتون على كتفه ويساعدونه بأنفسهم على الجلوس والنهوض، ويخرج كل من دخل الديوان وفي وجدانه عبارة «أبشر بالخير».. فيكون الخير كله.
ويستكمل خادم الحرمين المسيرة على نفس المنوال من الأبوة الحانية، والإنسانية المغدقة، ولكن في الاتجاه الذي يحمل رسالة مضمونها أن الوطن مسؤولية الجميع، فهو لمواطنيه وبهم، فمواطن اليوم ليس كمواطن الأمس، ومعنى المواطنة اليوم أصبح أكثر عمقًا ومسؤولية، فالمواطن الذي يتطلع إلى المستقبل الذي يتمناه، لابد أن يكون شريكًا في بنائه، والذود عن حياضه، ولن ترضى لكم دولتكم مستقبلا هامشيًا، وعليه فالمواطن يجب أن يستشعر المرحلة وتحدياتها ومتطلباتها، وأن لا يكتفي بالدور الرتيب في انتظار الصدف وحدها، يجب أن يكون المواطن أكثر تعليمًا وأكفأ تأهيلا، ومؤمنًا بأننا إن لم نكن أقوياء بكل معاني القوة فسنتلاشى ونضمحل، أو نكون لقمة سائغة للمتربصين، فتغيرات الزمن لا تنتظر أحدًا.. وتأكيدًا لهذا المعنى فقد اختار لولاية العهد من يضطلع بصفات الشباب وقوة الإرادة والشغف بالإنجاز، انطلاقًا من رؤية ناضجة وعزيمة لا تعترف بالكلل أو التقصير، بدءًا باجتثاث داء الفساد والتأكيد على أن لا نجاة لفاسد، ولا تهاون مع مقصر.
هذا ما لمسناه في السنوات السبع من عهد الملك سلمان حفظه الله، منجزات تتوالى، ومواطن يزيد كفاءة وثقة، واقتصاد يزداد ازدهارًا وملاءة، ولحمة وطنية جعلت من الهوية السعودية صخرة تتحطم عليها كل معاول الأعداء. أدام الله لوطننا قيادته وإرادته وحفظ الله بلادنا من كل سوء.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
