Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

هكذا هي المملكة

A A
منذ أسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- هذه الدولة وسياستها الخارجية قائمة على ركنين مهمين: أولهما: العناية بقضايا المسلمين والإسهام في حلها.

وثانيهما: إيثار السلم، والحلول الدبلوماسية التي تبعد شبح الحروب.

وباجتماع الركنين لعبت المملكة أدوارًا مؤثرة تتناسب مع مكانتها عالمياً.. وقد تجلت هذه السياسة الراشدة عبر ثلاث صور مهمة:

الصورة الأولى: المواقف المشرفة في المحافل الدولية.

حيث وقفت المملكة ومازالت مواقف صلبة دفاعًا عن قضايا المسلمين، ولاسيما قضية فلسطين، وقاعات الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية تشهد بهذا، فصوت المملكة مسموع في القضية الفلسطينية، ضد الإرهاب الإسرائيلي على إخواننا الفلسطينيين.. ومن النماذج المشرفة الدعم الدبلوماسي السعودي الكبير للبوسنة والهرسك، حيث كانت المملكة من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال البوسنة والهرسك، وأيدت حقها في الدفاع عن استقلالها وسيادة أراضيها، وأعقب الاعتراف الدعم عبر المحافل والمنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة، وحركة عدم الانحياز، ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

الصورة الثانية: المبادرات التي تنزع فتيل الحروب.

وأبرز شواهد هذه الصورة اتفاقية الطائف التي أنهت حربًا أهلية لبنانية استمرت عشرين عامًا طاحنة بين الأشقاء في لبنان.

الصورة الثالثة: المبادرات التي تعزز مبدأ السلم العالمي.

وقد كانت المملكة من أوائل من طرح فكرة حوار الحضارات وذلك في مؤتمر القمة الإسلامية الثامن سنة 1418هـ وفي تسعينيات القرن الميلادي الماضي قدمت المملكة في الأمم المتحدة مشروع قرار يتضمن الإعلان عن برنامج عالمي للحوار بين الحضارات والثقافات الإنسانية المعاصرة، وقد صدر القرار في سنة 1998.

كما أنشأت المملكة المنتدى العالمي لحوار الحضارات، ومركز الملك عبدالله للحوار بين الحضارات الذي يعد أول منظمة عالمية تجمع القيادات الدينية وصناع القرار السياسي تعزيزًا للسلم والأمن، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي تم تأسيسه عام 1436هـ، وهو مركز سعودي مخصص للأعمال الإغاثية والإنسانية الدولية.. ومع كل هذا السعي الحثيث لتغليب العقل، وتسييد لغة الحوار، وترسيخ التوافق، وإشاعة روح التسامح، إلا أن المملكة لم تقف عاجزة عندما يقتضي الموقف عزمًا وحزمًا، وعندما لا يفهم الطرف الآخر من دعوة الحوار إلا الضعف، فيتمادى في عدوانه.

إن حماسة المملكة للحسم المسلح حين تنفد السبل لا تقل عن حماستها للحلول السلمية حين تجد لها سبيلاً ولو ضيقًا.. ومن هذا المنطلق كانت وقفة الملك فهد -رحمه الله- يوم احتلال الكويت، ثم وقفة الملك عبدالله -رحمه الله- يوم أثارت إيران في البحرين الفوضى، وهاهي اليوم وقفة الملك سلمان وسمو ولي عهده -أيدهم الله- مع الأشقاء في اليمن.. هكذا هي المملكة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store