Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

أبوجبل.. و«الممتاز» في الرياضيات!

A A
من المواد الأساسية والإجبارية للمرحلة الجامعية مادة الرياضيات وكنت ممن يعشقها وحصلت على الدرجة الكاملة ١٠٠ من ١٠٠ بتقدير ممتاز، وكان ممن درسها معي في نفس الفصل زميلي البروف حمزة أبوجبل ولكن مع أستاذ آخر وحقق كذلك ١٠٠٪، ومن تلك الفترة إلى يومنا هذا تربطني بالبروف حمزة زمالة وأخوة وصداقة في الجامعة سواء في كلية العلوم أو في مناسبات أخرى، والفرق بيني وبينه هو أنه يهوى مادة الرياضيات وأنا أعشق مادة الأحياء، وهو اتحادي وأنا أحدي (نسبة لنادي أحد في المدينة) ومضى بنا العمر في هذين التخصصين (الرياضيات والأحياء) وقد برع هو عني بحبه وشغفه لتدريس طلاب السنة التحضيرية ويبذل معهم جهدًا كبيرًا متطوعًا في إعطاء محاضرات إضافية للمراجعة متبرعًا بوقته وجهده وصحته من أجل أن يحقق النجاح لكل الطلاب بدلا أن يُستغلوا في الدروس الخصوصية باهظة الثمن، وفِي رأيي أن هذا هو العمل الممتاز لذلك أطلقت عليه «الممتاز في الرياضيات»، مذكرًا طلاب زمن الجيل الماضي بكتاب كنا نرجع إليه في حل مسائل الرياضيات أيام دراسة الثانوية اسمه «الممتاز» حيث فيه حل للمسائل على تنوعها وإن كان زمان الرياضيات تتنوع مسائلها وتخصصاتها بين مسميات متعددة بين حساب مثلثات وميكانيكا وأشياء أخرى قد أكون نسيتها لكن الى الآن اتذكر شخصيتين درست معهما من عباقرة التدريس في ثانوية أحد في الرياضيات هما الأستاذ فاضل والأستاذ نجيب، وكلاهما مبدع في هذا التخصص، ويذكرني البروفيسور حمزة بهما في استيعابه للمادة.

إن الطلاب بحاجة الى حرص الأستاذ الجامعي على توصيل العلم الى الأبناء والبنات وليس في النفخة الكذابة التي يتعالى بها عليهم، لقد أبدع أبوهتان عندما خصص طرقًا ووسائل لمساعدة الطلاب في تعليم الرياضيات في مستوياتها المختلفة ولنكن منصفين فنقول للأستاذ الجامعي إن أحسن وأبدع أحسنت وأبدعت وهذا ما أقوله في مقالي هذا، لقد أحسنت في منح الطلاب محاضرات إضافية للشرح وأحسنت في عمل قناة متخصصة للشرح وأحسنت في استخدام بقية الوسائل التقنية من تويتر وغيرها في الشرح بالإضافة إلى سلاسة التعامل معك وحرصك الدائم على مصلحة الطلاب بغض النظر عن من يرى أن هذا الأسلوب بأنه تدليلي وتدليعي وشخصيًا أعتقد كل أستاذ له طريقته لكن المهم في الأخير استثمار الجهد في توصيل العلم وتقديم مادة علمية متميزة لا تستهدف الطالب في التحدي.

حضرت يومًا مناقشة لرسالة الماجستير وإذ بأحد الحاضرين ليس من أعضاء لجنة المناقشة يتعسف بأسئلة أعلى بكثير من مستوى الطالبة ويسأل عن أمر علمي لا أظن أن يستطيع هو الإجابة عليه فقلت له هذا سؤال لمن هم بعد الدكتوراة ويمكن أن تجيبنا عليه بعد الانتهاء من الطالبة فأدرك ما أعني، وما أعني هو أن التفاوت بين الطلاب أمر حتمي يقتضي عند وضع الأسئلة أن تحتوي الثلاثة مستويات سؤال عادي وآخر متوسط وثالث لمن هم أعلى مستوى بعد التأكد من أنك كأستاذ جامعي أديت واجب التدريس والتعليم كما ينبغي كما يفعل زميلنا صاحب الممتاز في الرياضيات الذي مكنته قدرته العلمية وخبرته الإدارية أن يحبب المادة لطلابه راجيًا من الله أن يؤجره على ذلك واحترم في نفس الوقت كل طريقة أخرى يراها بعضهم هي الأجدى والأولى بالاتباع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store