Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

مَنْ المستفيد من إطالة الحرب في اليمن؟!

A A
في 26 مارس 2015 بدأت عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية في اليمن، من المنقلب الحوثي، بناءً على طلب من الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي «، ومازالت الحرب مستمرة لأكثر من 6 سنوات.

أعداء المصالح العليا للأوطان والشعوب العربية لا يهنأ لهم بال حتى يدمروا الأوطان العربية بولائهم وانتمائهم لدول أجنبية. في هذه الألفية كثر أعداء الأمة العربية، وهم مع بالغ الأسف من أبناء الأمة العربية، ويعيشون بيننا، وهم في الحقيقة «طابور خامس» عملاء وخونة ومرتزقة لا تهمهم إلا الزعامات والمناصب، وملء جيوبهم وأرصدتهم بمئات الملايين من الدولارات، ليخدموا بذلك الغرب والشرق وإيران وغيرهم، وينفذوا أجنداتها المدمرة في منطقتنا العربية! بالفعل، كما يقول الإمام الشافعي رحمه الله، «نعيب زماننا والعيب فينا... وما لزماننا عيب سوانا»، أي أننا نضع اللوم على الغرب والشرق وغيرهما في حين أن»البعض» هم من مكّن الغرب والشرق لامتصاص ثرواتنا وخيراتنا، وتدمير أوطاننا.

إطالة الحرب في اليمن، ومن المستفيد منها هو محور مقالنا لهذا الأسبوع...

اليمن السعيد، منذ عقود طويلة، وهو يعيش في صراعات ونزاعات وفتن، وانقلابات عسكرية، وأخيراً وليس آخراً انقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن، ولو كان هذا الصراع داخلياً مثله مثل بقية الصراعات في البعض من الأوطان لالتمسنا له العذر، ولكن الحقيقة تقول لنا إنه صراع موجه من الخارج، بأجندات خارجية، وبسيناريو دولي معد سلفاً إعداداً مدروساً لاستنزاف وإضعاف عالمنا العربي بشكل عام، والسعودية العظمى بشكل خاص، ولذلك علينا أن نتعامل مع الملف اليمني معاملة مختلفة، «هذه المرة»، عما كان عليه في السابق. اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، والذي وقع في 5 نوفمبر 2019، ولم يتم تنفيذ بنوده حتى الآن، ولو نفذ التنفيذ الصحيح لتحرر اليمن في خلال فترة وجيزة جداً.

توحيد الجهود العسكرية والأمنية والسياسية وغيرها كان من أهم ما تضمنه اتفاق الرياض.

الحوثي الانقلابي لم يكن يصمد ولا شهراً واحداً أمام جيش يمني يملك الأسلحة الحديثة والدبابات والصواريخ والدفاعات الجوية، والأكثر أهمية أنه يملك غطاء جوياً قوياً جداً يقوده التحالف العربي بقيادة السعودية، وهذا يجعلنا نستغرب أنه لم يستفد من هذا الغطاء الجوي الذي يقلب الموازين في أية حرب، فهو يفسح الطريق لتقدم القوات البرية وبشكل فاعل وسريع!.

إذن لماذا إطالة الحرب في اليمن؟!، ونجيب بأن هناك «مستفيدين» من الأحزاب، وجماعة الإخوان الإرهابية في اليمن، كما أن البعض تمارس عليهم ضغوط وإملاءات من دول خارجية إما بالإغراءات والمصالح الشخصية الضيقة، وإما بالتهديد والوعيد. ولذلك لن يحرر اليمن إلا أهل اليمن، قلنا هذا الكلام مراراً وتكراراً، وليست الأمم المتحدة أو غيرها. الحوثي يراهن بل يعول كثيراً على الانقسامات بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وكذلك النزاع بين البعض من القيادات في الجيش اليمني. تكاتف اليمنيين بجميع أطيافهم وقبائلهم ومذاهبهم وطوائفهم الدينية وأحزابهم هو السبيل الوحيد للقضاء على هؤلاء المستفيدين اليمنيين من إطالة أمد الحرب، ولكن قبل ذلك عليهم تغليب المصالح العليا لوطنهم «اليمن» على مصالحهم الشخصية الضيقة، من خلال قيامهم بتنفيذ اتفاق الرياض. فالحرب في اليمن أصبحت مصدر استنزاف لنا في السعودية مادياً، وضغوط سياسية دولية نحن في غنى عنها، فالسعودية تدخلت بطلب من الشرعية، وساعدت المملكة اليمن، وشعب اليمن، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ولكن على الإخوة في اليمن أن يساعدونا «فقط» بتوحيد صفوفهم، فليس من المنطق أن يستمر اليمنيون منقسمين على بعضهم، فهناك «البعض» من اليمنيين المستفيدين من إطالة الحرب، جلبوا الويلات والمحن لليمن وعلينا حرمانهم من هذه الاستفادة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store