Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

جامعة الملك عبدالعزيز وهارفارد

A A
هناك سؤال غبي يطرحه البعض لتوضيح أن جامعة هارفارد أقوى من جامعة الملك عبدالعزيز وهو: لو خيرت أحدًا أن يحصل على قبول من أحد الجامعتين فأيهما تتوقع أن يختار؟

حقًا سؤال غبي في الاستدلال، طبيعي سوف يختار هارفارد للفوارق الكبيرة بين الجامعتين، فعمر جامعة هارفارد ٣٨٥ عامًا، أنشئت عام ١٦٣٦م على اسم أول شخص تبرع لها وهو جون هارفارد، وعمر جامعة الملك عبدالعزيز ٥٥ عامًا فقط.

إن الصورة الذهنية اليوم عن جامعة الملك عبدالعزيز في تقدمها ومستواها بين جامعات العالم أصبح مقررًا وواقعًا حيث هي في مستواها أعلى من العديد من الجامعات الأمريكية الأخرى التي كان تقييمها في عدة تصنيفات عالمية أقل منها ويكفي أن نعرف أن تأسيسها العلمي الذي جنت ثماره اليوم هو بسبب أن عددًا كبيرًا من أعضاء هيئة التدريس فيها شهاداتهم من أرقى الجامعات في العالم أي مكوناتها التدريسية والبحثية من جامعات عالمية من هارفارد وأكسفورد وكمبردج وتوتنغهام ولندن والسوربون وأدنبره ومانشستر ونيوكاسل وجورج واشنطون وتورنتو.. وأن نشرها للبحوث كان في مجلات عالمية معامل تأثيرها عال جدًا، وذكر لي رجل الأعمال وصاحب شركة الآفاق للبيئة الدكتور زكي بن صادق البكري أنه قبل عشرين عامًا كان استقطاب المهندسين في التوظيف من خريجي جامعة البترول والمعادن لكن اليوم انحاز الاستقطاب نحو خريجي كلية الهندسة من جامعة الملك عبدالعزيز معللاً ذلك أن نوعية الخريج من جامعة الملك عبدالعزيز أصبحت متميزة كما أن جامعة الملك عبدالعزيز اليوم في الدراسات العليا خاصة مرحلة الدكتوراة محل طلب وتنافس للحصول على قبول فيها لمعيدي ومعيدات ومحاضري ومحاضرات معظم جامعات المملكة حتى أصبحت بعض الأقسام العلمية تجري اختبار مفاضلة لما أصبحت عليه الجامعة من مكانة متقدمة بين جامعات العالم وتحقيق المرتبة الأولى عربيًا بل أعجبني ذات مرة في مسابقة تلفزيونية طرح سؤال عن ثلاثة جامعات وأيهم الأولى عربيًا وكان من بينهم جامعة الملك عبدالعزيز ومباشرة كانت الإجابة أنها جامعة الملك عبدالعزيز وهذا التقدم الذي تحرزه الجامعة إنجاز علمي يفرح القلوب.

إن هذه الجامعة بفضل الله صنعت لنفسها اسمًا وأصبحت الأولى عربيًا بلا منازع وفيها من الكوادر العلمية وإمكانات البحث العلمي ما لا يوجد عند غيرها، مثل هذه النجاحات تظهر حتى على مستوى الوطن فالمملكة اليوم تكاد تكون الأولى عالميًا في التعامل مع التقنية الإلكترونية، ولو أجريت اليوم مقارنة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص التقدم التقني في التعامل مع جائحة كورونا لاتضح لك الفرق الكبير لصالح المملكة وكيف أننا ضبطنا تحرك الحياة كلها باستخدام التقنية السعودية وبرنامج من فكر شاب سعودي هو برنامج «توكلنا» بينما تطبع في بعض مدن أمريكا شهادة ورقية للتطعيم، لقد حققنا تقدمًا تقنيًا وإلكترونيًا في نواحي متعددة من الحياة الأمنية والطبية والتجارية مثل نظام أبشر في وزارة الداخلية وغيره من البرامج المتقدمة جدًا في جميع الوزارات مما قد لا نجده في دول متقدمة وهذا يجعلنا نفرح ونفتخر بمستوانا العلمي والحضاري لا أن نتجه إلى جلد الذات وتحطيم الإنجازات والنظر إلى أنفسنا بأننا الدون، وهذا لا يعني أبدًا عدم وجود أو عدم رضا عن بعض المستويات في بعض جامعاتنا بما في ذلك جامعة الملك عبدالعزيز بل يجب أن نعتبر أن النقد البناء هو لبنة من لبنات التصحيح والتعديل نحو مزيد من إحراز الصدارة ويجب على من يقدَم إليه النصح أن يعمل جاهدًا على الأخذ به وتعديل المائل ما أمكن ليزداد صرح البناء شموخًا وعطاءً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store