Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

"ميثاق الملك سلمان".. بين أصالة العمران وتعزيز الهوية المحلية

"ميثاق الملك سلمان".. بين أصالة العمران وتعزيز الهوية المحلية

مثقفون لـ"المدينة": المبادرة تجسّد تأصيل العمارة السلمانية

A A
تشكّل مبادرة "ميثاق الملك سلمان العمراني" بوابة نحو التفاخر بالأصالة، ترتكز على الاستمرارية ومحورية الإنسان وملاءمة العيش والاستدامة والابتكار، باعتبارها قيماً فريدة صنعت البرواز الفكري للميثاق، لذلك تسعى هيئة فنون العمارة والتصميم إلى تأصيل العمارة السلمانية والاعتزاز بالرؤية البنيانية الشاملة، التي حدثت بجهود حثيثة تحت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، حيث تهدف المبادرة التي يصاحبها معرض لإبراز ملامسات هذا الاهتمام على أرض الواقع.

إنتهاج الفكر المعماري السلماني

د. عبداللطيف المنيف



عند العودة بالزمن إلى الوراء للتفتيش عن نواة هذا الحرص، نجد أن الأمر الذي فعله عميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، الدكتور عبدالله المنيف، كشف عن بداية اهتمام خادم الحرمين الشريفين بمدينة الرياض، منذ أن كان أميراً عليها وعمره يقارب الـ19 عاماً، لتزدهر أمام عينيه خمسة عقود، فقد ولد -حفظه الله- في المدينة التاريخية التي تميّزت بالسمات الأصيلة، ونشأ في قصر المربع، حيث ترك كل ما سبق تأثيراً خاصاً عليه، اتضح جلياً -على حد قول المنيف- في النماذج المعروضة بالمعرض، التي تعد نتاج الفكر المعماري السلماني القابل للتطوّر، ومواكبة أي طراز بنياني عالمي. وأردف الدكتور المنيف: "هذه المبادرة تشجع الكثير من المكاتب العمرانية لإنتهاج الطراز السلماني، وأعتقد أن هذه المبادئ والقيم تشكّل دعماً لكل من يعمل في البناء والتصميم، حيث ستكون وساماً فاخراً تتفرد به الرياض".

عبدالله الحسني



فضاء سوسيولوجي وثقافي وتاريخي

أما الكاتب عبدالله الحسني، يبصر من زاويته أن فن العمارة ليس مجرد بناء مادي ذي طابع تجريدي محض؛ وإنما هو فضاء سوسيولوجي وثقافي وتاريخي متراحب، مركزاً على مفردة "ميثاق"؛ التي يرى أنها مفهوم ثقافي مهم يؤطّر رؤيتنا ومفهومنا للمغزى، ويفترض أن يكون خارطة طريق ثقافية ذهنية تبوصل اتجاهنا، ونحن نتعاطى مع الفن المعماري الذي يكتسب دلالة غاية في العمق، ويكمل اعتقاده بإن العمارة بحيّزها الجغرافي حين يتم إنشاؤها فهي ترتكز على رؤية ثقافية عميقة تستبطن رؤيتنا للمكان ولتراثنا وتقاليدنا المحلية بخصوصيتها المتفردة؛ فهي من جهة تعزّز الهوية الإقليمية الخاصة، وتجذّر هذا الارتباط الوجداني الذي يتلمّس أفكارنا وأنماطنا المعيشية في سياقاتها التاريخية والإنسانية المحاذية لها، وتصبح مع الزمن ملمحاً هويّاتياً راسخاً ومتجذراً.

منصور العساف



الهوية العمرانية وأصالة التراث

ويضج الطراز السلماني بالعديد من المدلولات التي أتت من حياة المجتمع، هذا ما يراه المؤرخ الاجتماعي منصور العساف، الذي يوضح أن الفنون المعمارية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالجذور الثقافية، وكذلك الإنسان الذي يعد عاملاً مهماً كونه ابناً باراً لبيئته، مشيراً إلى بداية العمران بالرياض عندما كانت أنماطه حبيسة أفكار المهندسين الذين لم يقرأوا بتمعن الثقافة المحلية للمجتمع، بخلاف ما حدث بعد ذلك، تحت إمارة الملك سلمان للرياض وتحديداً من 1975م حتى 1985م، حيث برزت خلال هذه الفترة الهوية العمرانية، إذ بات المصمّمون تحت توجيهات حريصة بالأخذ من أصالة التراث، وظهر على المشاريع التي حدّثت أشكالاً هندسية عائدة إلى الثقافة المحلية، مثل مكتبة الملك فهد المغايرة بتصميمها الذي يحاكي الخيمة العربية التقليدية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store