Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

أمننا الوطني فوق كل اعتبار

A A
نعمتان مجحودتان: «الأمن في الأوطان، والصحة في الأبدان»، بدون الأمن ليست هناك حياة، وبدون الأمن ليس هناك اقتصاد، فالأمن مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاقتصاد، إذا تزعزع الأمن انهار الاقتصاد، وإذا تدهور الاقتصاد انهار الأمن، «معادلة» قد لا يعرفها «البعض»، ولذلك أمننا الوطني يأتي في المقدمة، وهو محور مقالنا لهذا الأسبوع. قوة أية دولة وعظمتها تتجسد بقوة أمنها الوطني

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ).. لاحظوا معي، كيف أن الله سبحانه وتعالى ربط الاقتصاد بالأمن، «أطعمهم من جوع»، هذا هو الاقتصاد، و»آمنهم من خوف» هذا هو الأمن، والحفاظ على أمننا الوطني يتطلب تكاتف جميع شرائح المجتمع، والالتفاف حول ولاة الأمر.. بعبارة أخرى أكثر دقة عدم التسامح أو التساهل مع أي شخص - مواطن كان أو مقيم أو من خارج الوطن - أن يعبث بأمننا الوطني، أو أن يكون طابوراً خامساً لدول وأنظمة مارقة، أو جماعات وتنظيمات إرهابية وغيرها. فقوة جبهتنا الداخلية وتماسكها تتمثل في وعي المواطن بأن أمن الوطن فوق كل اعتبار، وأنه لا يتحقق إلا بتعاون وتكاتف المواطن مع الأجهزة الأمنية، وعلى وجه الخصوص جهاز «أمن الدولة»، فأمن الدولة هو في الحقيقة أمن الوطن، فمسؤوليته تتجسَّد في حماية النظام الاجتماعي، وحماية الجبهة الداخلية من الاختراق الداخلي، فهو جهاز استخبارات داخلي وظيفته حماية أمن الوطن، وهذا الجهاز موجود في جميع دول العالم، فمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي الـ(إف بي آي) هو جهاز استخبارات داخلي، وظيفته حماية الأمن الوطني الأمريكي.

الأمن هو الحياة، بدونه تصبح «مخيفة» ومقلقة، يسودها قانون الغاب، القوي يأكل الضعيف، وتنتشر الفوضى، والفساد، وينتشر بين الناس اقتناء السلاح وحمله للمحافظة على حياتهم، والأمثلة واضحة، وشاهدة على ما نقول، فالعراق، على سبيل المثال، تسوده الفوضى والانفلات الأمني، من مليشيات وعصابات تهدد حياة المواطنين، والسبب يعود إلى حل كثير من الأجهزة الأمنية في عهدٍ سابق، والنتيجة فوضى وفلتان أمني، وقتل وإرهاب واغتيالات، ذهب ضحيتها أناس أبرياء.. وحتى المنطقة الخضراء التي تعتبر منطقة محصنة، لم تسلم من الفلتان الأمني، والهجوم عليها بصواريخ «الكاتيوشا» وغيرها.. طال هذا الفلتان الأمني رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، الذي تعرض لمحاولة اغتيال قبل فترة وجيزة، وقد أتى - على عجل - قائد الحرس الثوري الإيراني لكي يُهدِّئ الوضع من عبث وإجرام وإرهاب مليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني، كـ»عصائب أهل الحق»، والتي يتزعمها قيس الخزعلي.. أو حزب الله العراقي.. أو غيرها من المليشيات التابعة لإيران، والتي تلبس فقط الثوب العراقي وولائها لإيران!! فالسلاح في أية دولة في العالم دائماً ما يكون بيد الدولة، فهي المسؤولة عن أمن الوطن، وحماية الناس وأرواحهم وممتلكاتهم.

نعود إلى أمننا الوطني، حيث يجب علينا جميعاً أن نشد على يد الدولة، ونتعاون ونتكاتف معها من أجل أن نعيش حياة هانئة آمنة ومستقرة، لكي نُكرِّس كل الجهد في العمل، وبناء الدولة العصرية المتحضرة، والتي لا يحمل السلاح في شوارعها، إلا رجل الأمن المخوَّل بحمله دون غيره. نخلص إلى القول: لن تتسامح الدولة مع من يريد العبث بأمننا الوطني كائناً من كان، فالتسامح سيكون صفراً مع أي شخص ينتمي أو يُساند، أو يدعم، أو ينشر أفكاراً هدامة، قولاً أو فعلاً، لجماعات وتنظيمات أو دول أو أنظمة مارقة، تهدف لتصدير «أيديولوجيتها» المدمرة، وفكرها العفن المنحرف، من أجل زعزعة أمن واستقرار وطننا، الذي هو بيتنا الكبير، والذي يجب أن نحافظ عليه.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store