تشكل العولمة Globalization في عصرنا الراهن التحدي الأكبر للحفاظ على هويتنا الإسلامية وقيمنا وأخلاقنا، فمع انتشار التكنولوجيا الرقمية والإنترنت واستخدامنا لها عن نطاق واسع تغيَّرت كثير من المفاهيم، وأصبحنا نتقارب مع مصطلح (التدويل) الذي يضفي الطابع العالمي أو الدولي على النشاط البشري، ومنها الجانب الاجتماعي. وربما تأثير العولمة أحد أهم التحديات التي تواجهنا في تقليد المرأة الغربية ونسيان الكثير من قيمنا الإسلامية التي تجعل الزوجية «شركة مودة ورحمة»، فقد قال تعالي:
(وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً..)، فالزوجة هي السكن الذي يطمئن إليه الزوج والأبناء في الأسرة؛ ويلاحظ أن التركيز على «المودة والرحمة»، ولم يقل (الحب)، لأنها تشمل معاني أعلى من الحب مثل: لين الجانب، وحسن المعاشرة، وفيها معاني الإيثار، والإحسان وتفضيل الطرف الآخر حتى على نفسه.. وهذا طبعاً لا تعترف به المجتمعات الغربية القائمة على المادية المطلقة، والتي للأسف أصبح بعض من كُتَّابنا يُروِّجون لها في (فلسفة الزواج)، وأنه لا يمكن أن يكون هناك حب بين الزوجين..
وأن السعادة فقط تكون في السنة الأولى من الزواج ثم تصبح الحياة جحيماً وشقاء!! هذه الأفكار تُكرِّس لبُعد الشباب عن الزواج؛ ففي الوقت الذي كُنَّا نعاني فيه من التعدد في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، أصبح الآن عزوفاً عن الزواج وهي ظاهرة تستدعي الدراسة والتمحيص، فبالإضافة إلى مثل تلك الأفكار، هناك تحديات غلاء المعيشة والبطالة.. وغيرها من الأسباب.
وحقيقة أن اختيار الشريك مهم جداً، وهذا ما جاء به الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ»، إذن هذا هو المعيار (الدين والخلق) الذي سيصاحب الأسرة طوال حياتها.. بل ووجَّه الكلام للرجل فقال صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع:
لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»، ولكن نحن للأسف أصبحنا لا ننظر لمثل هذه المقومات، وأصبح المال والمنصب والجاه للرجل، والجمال للمرأة هو الاختيار الأمثل، وتركنا معايير الزواج الناجح.
ثم تأتي عوامل أخرى مهمة وهي: معرفة الحقوق والواجبات لكلا الطرفين، مما يساهم في الاستقرار الأسري.. ومعظم الخلافات حالياً أسبابها خلافات مالية، صحيح أن الإنفاق على الرجل؛ ولكن هذا لا يمنع أن تشارك المرأة في الانفاق - عن طيب خاطر- مقابل السماح لها بالعمل، وتوفير خادمة لها، ومسكن وسفريات.. وغيرها.
وحقيقة فإن انتشار مواقع التواصل ساهمت في علاقات غير سوية من بعض الأزواج والزوجات؛ مما زاد من حدة المشكلات والانفصال. بل إن اللباس وإظهار المرأة لمفاتنها وعدم رضا الزوج عن ذلك من أسباب المشكلات، وهي من الغيرة الفطرية في الرجل العربي، ففي حديث سعد بن عبادة: (لو رأيتُ رجلًا مع امرأتي لَضربتُه بحد السيف، وقد أقره رسول الله، وأخبر أنه أغير من سعد، وأن الله أغير منه).
ولكن لماذا التصرف بين الزوجين يكون ردود أفعال.. لماذا لا تكون هناك جلسات مكاشفة ومصارحة ومناقشة الأمور بروية واتزان.. وأن لا يكون الطلاق في حالة غضب، وعنف وألفاظ غير لائقة وسلوكيات تهدم كيان الأسرة؛ والتي للأسف ضحيتها الأطفال، ويصبح هناك بيت الأم وبيت الأب، وهذا يُورِّث الكثير من الأمراض النفسية للأطفال، كالاكتئاب، والفصام، وثنائي القطب وغيرها.
إن الدافع الأكبر للزواج حينما خلق الله آدم وحواء هو: التناسل، وبقاء النوع البشري، وعمارة الأرض، وتوجيه الشهوة الجنسية بالطريق الحلال.. لإبعاد الإنسان عن الحرام؛ الذي يُورِّث الفساد الديني والنفسي والاجتماعي. بل وصفه الله بالميثاق الغليظ.. وأتمنى أن ندرك معنى ذلك الميثاق من خلال شركة المودة الرحمة، ومحاولة القضاء على البرمجة المؤدلجة للمرأة نتيجة للعولمة، والنسويات التي عززت الكثير من المشكلات الاجتماعية والأخلاقية التي حرمَّها الإسلام.
(وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً..)، فالزوجة هي السكن الذي يطمئن إليه الزوج والأبناء في الأسرة؛ ويلاحظ أن التركيز على «المودة والرحمة»، ولم يقل (الحب)، لأنها تشمل معاني أعلى من الحب مثل: لين الجانب، وحسن المعاشرة، وفيها معاني الإيثار، والإحسان وتفضيل الطرف الآخر حتى على نفسه.. وهذا طبعاً لا تعترف به المجتمعات الغربية القائمة على المادية المطلقة، والتي للأسف أصبح بعض من كُتَّابنا يُروِّجون لها في (فلسفة الزواج)، وأنه لا يمكن أن يكون هناك حب بين الزوجين..
وأن السعادة فقط تكون في السنة الأولى من الزواج ثم تصبح الحياة جحيماً وشقاء!! هذه الأفكار تُكرِّس لبُعد الشباب عن الزواج؛ ففي الوقت الذي كُنَّا نعاني فيه من التعدد في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، أصبح الآن عزوفاً عن الزواج وهي ظاهرة تستدعي الدراسة والتمحيص، فبالإضافة إلى مثل تلك الأفكار، هناك تحديات غلاء المعيشة والبطالة.. وغيرها من الأسباب.
وحقيقة أن اختيار الشريك مهم جداً، وهذا ما جاء به الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ»، إذن هذا هو المعيار (الدين والخلق) الذي سيصاحب الأسرة طوال حياتها.. بل ووجَّه الكلام للرجل فقال صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع:
لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»، ولكن نحن للأسف أصبحنا لا ننظر لمثل هذه المقومات، وأصبح المال والمنصب والجاه للرجل، والجمال للمرأة هو الاختيار الأمثل، وتركنا معايير الزواج الناجح.
ثم تأتي عوامل أخرى مهمة وهي: معرفة الحقوق والواجبات لكلا الطرفين، مما يساهم في الاستقرار الأسري.. ومعظم الخلافات حالياً أسبابها خلافات مالية، صحيح أن الإنفاق على الرجل؛ ولكن هذا لا يمنع أن تشارك المرأة في الانفاق - عن طيب خاطر- مقابل السماح لها بالعمل، وتوفير خادمة لها، ومسكن وسفريات.. وغيرها.
وحقيقة فإن انتشار مواقع التواصل ساهمت في علاقات غير سوية من بعض الأزواج والزوجات؛ مما زاد من حدة المشكلات والانفصال. بل إن اللباس وإظهار المرأة لمفاتنها وعدم رضا الزوج عن ذلك من أسباب المشكلات، وهي من الغيرة الفطرية في الرجل العربي، ففي حديث سعد بن عبادة: (لو رأيتُ رجلًا مع امرأتي لَضربتُه بحد السيف، وقد أقره رسول الله، وأخبر أنه أغير من سعد، وأن الله أغير منه).
ولكن لماذا التصرف بين الزوجين يكون ردود أفعال.. لماذا لا تكون هناك جلسات مكاشفة ومصارحة ومناقشة الأمور بروية واتزان.. وأن لا يكون الطلاق في حالة غضب، وعنف وألفاظ غير لائقة وسلوكيات تهدم كيان الأسرة؛ والتي للأسف ضحيتها الأطفال، ويصبح هناك بيت الأم وبيت الأب، وهذا يُورِّث الكثير من الأمراض النفسية للأطفال، كالاكتئاب، والفصام، وثنائي القطب وغيرها.
إن الدافع الأكبر للزواج حينما خلق الله آدم وحواء هو: التناسل، وبقاء النوع البشري، وعمارة الأرض، وتوجيه الشهوة الجنسية بالطريق الحلال.. لإبعاد الإنسان عن الحرام؛ الذي يُورِّث الفساد الديني والنفسي والاجتماعي. بل وصفه الله بالميثاق الغليظ.. وأتمنى أن ندرك معنى ذلك الميثاق من خلال شركة المودة الرحمة، ومحاولة القضاء على البرمجة المؤدلجة للمرأة نتيجة للعولمة، والنسويات التي عززت الكثير من المشكلات الاجتماعية والأخلاقية التي حرمَّها الإسلام.