Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

لبنان عربي وليس «إيراني»!!

A A
قدم جورج قرداحي استقالته ظانًا منه أن استقالته مهمة أو تعني شيئًا، ذلك أنه كان يزهو بالغرور، فعقد مؤتمرًا لمرحلة ما قبل الاستقالة وكان وهو يتحدث يستطعم ذائقة المنصب الوزاري وظن البعض أنه بذلك اعتذر عما بدر منه وحقيقة هو لم يعتذر عما بدر منه تجاه دول الخليج عامة والسعودية والإمارات على وجه الخصوص، بل إن تقديمه للاستقالة أخذ وقتًا طويلاً شاور فيه كل من يعرف ومن لا يعرف، ووفقًا لما ذكر في حديثه عند تقديمه الاستقالة أنه جاءته آلاف بل عشرات الآلاف من الرسائل والمكالمات وأن هناك الملايين الذين طلبوا منه عدم الاستقالة وكان عيبًا عليه أنه لم يلبِ طلبهم وهو خيانة لهم لأنهم كما يقول يعزون عليه كثيرًا.

وفِي رأيي أن الحديث الذي أدلى به قبل استقالته لم يوفق فيه لأنه يحتوي على افتراءات ليس لها معنى وليست صحيحة بل تجنى فيه على أهل الخليج خاصة ما ذكره أن أحد أسباب الاستقالة هو أنه قارن بين ما يتحقق عن الاستقالة مما هو صالح له شخصيًا وما هو صالح للبنان واللبنانين المغتربين الذين يعملون في الخليج عمومًا وفي السعودية خصوصًا وكما يقول يضحي بمصلحته هو وباسمه ومنصبه مقابل أن ينقذ أولئك المغتربين كي لا يصلهم الايذاء والطرد من الوظائف، فهل هناك افتراءً أكبر من هذا الافتراء؟ إن من أول يوم تم فيه طرد السفير اللبناني طمأنت السعودية جميع اللبنانين الذين يعملون داخل المملكة لأنها دولة الانسانية ولا تتقصد الايذاء لأحد لم يؤذها وخيرها سابق حتى لخارج المملكة، وإن كان هناك من هم على شاكلة قرداحي الذين يقابلون الحسنة بالسيئة وهم يدينون لحزب الله لدرجة أن بعضهم يرسل له مبالغ مالية دعمًا للتوجه الإيراني.!

وهنا سؤال مهم للإخوة العرب غير المسلمين في لبنان بما فيهم قرداحي المسيحي وللشيعة العرب في لبنان أيهما أقرب لكم صلة ومودة؟ إيران الملالي ذات التوجه الكسروي والمتدثرة بثوب التشيع لتستغل بعض العقول المؤجرة من شيعة لبنان الذين ليس لهم فعلا عقولاً، أم العرب الذين تربطكم به أخوة العروبة والجوار والتاريخ؟ فلبنان بلد عربي أصيل تربطه بإخوانه العرب أخوة الدم وأخوة الجوار وأخوة الرحم، كيف رضخوا لشخص واحد مع حزبه وأصبح يهدد كيان دولة بأكملها ويكون هو الآمر والناهي يتلقى التوجيهات من إيران ليخضع لبنان بأكمله للسيطرة الإيرانية.

إن أحد أهم المحاور لحديث سمو ولي العهد مع الرئيس الفرنسي ماكرون هو بؤرة الإرهاب الإيرانية التي تبعث بشررها إلى بعض دول الوطن العربي خاصة اليمن ولبنان والعراق وسوريا وعلى وجه الخصوص ما يقوم به حزب الله في لبنان وما يقوم به المخربون في إيران من أذية للمملكة عبر ذراعها في اليمن من امداد للحوثيين بالأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة، إن السعودية في عهد سلمان الحزم والعزم ليست بحاجة لأحد أن تسترضيه أو تناقشه فيما يخص حماية نفسها وأرضها ومواطنيها وقادرة على أن تدافع عن أرضها ومواطنيها ولولا الاعتبار الإنساني للأرواح في اليمن لأمكن اليوم الدخول إلى صنعاء ليطرد منها الحوثيين أذناب الملالي وخونة الوطن وتمكين الشعب والحكومة الشرعية لليمن من بلادهم ودفع أذى الحوثيين الممولين من حزب الشيطان في لبنان هو ومرضعته إيران عن اليمن وأهله وعن وطننا الغالي وأرضه وأهله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store