Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

الاستقرار الخليجي

A A
ما من شك بأن جولة سمو ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الخليجية ستعطي كل الإيجابية وتنعكس على جميع المجالات، وهي خطوة كبيرة، والعالم يدرك مدى قوة ومتانة العلاقات بين دول الخليج، والروابط التي تربطهم، ومحورها التقدير والاحترام، وكانت الجولة قد بدأت من سلطنة عمان، التي وقَّعت مع الرياض (13) مذكرة تفاهم في العديد من المشروعات الاقتصادية، ووقَّعت كذلك عددًا من الشركات التي يملكها جهاز الاستثمار العُماني والقطاع الخاص..

وجاءت المحطة الثانية للإمارات العربية المتحدة وتلك العلاقة القوية، حيث شهدت العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز تطوراً ملحوظاً في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، بسبب رؤيتهما وأهدافهما المشتركة، وقيادتهما لدول التحالف العربي الذين يتصدون للانقلاب السياسي، في اليمن الشقيق، الذي قاده عبدالملك الحوثي، قائد حركة أنصار الله.

وفي مايو 2014 تأسست لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، وفي الشهر نفسه من عام 2016 كان التوقيع على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي، بهدف التشاور والتنسيق في الأمور ذات الاهتمام المشترك، وبالتناوب بين البلدين، وفي 2018 أطلقت السعودية والإمارات «إستراتيجية العزم»، التي تتضمن رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصاديًا وتنموياً وعسكرياً عبر 44 مشروعًا استراتيجيًا مشتركًا، وقد عمل عليها 350 مسؤولًا من البلدين من 139 جهة حكومية..

ثم كانت انطلاقة سمو ولي العهد لقطر ضمن جولته الخليجية، وقد قال أميرها: إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ستعمِّق الروابط القوية، خاصة في ظل ظروف المنطقة الحالية، وإن علاقات الأخوة والتعاون مع السعودية تقوم على أسس راسخة من المصير المشترك.

وتأتي الزيارة إلى البحرين لتبرز روابط الأخوة والجوار ومتانة العلاقات بين المملكة والبحرين، وهنا كان البدء في إعداد دراسة جدوى تأسيس «شركة سعودية بحرينية قابضة» متعددة المجالات، بهدف إقامة مشاريع استثمارية مشتركة على هامش فعاليات منتدى الأعمال السعودي البحريني، واجتماع مجلس الأعمال المشترك، التي نظّمها اتحاد الغرف التجارية السعودية، وغرفة صناعة وتجارة البحرين في المنامة، وسيظل الترابط والتعاون والتنسيق، الذي يكون في مصلحة دول الخليج، هو الركيزة الأساسية لمتانة العلاقات والروابط بينهم.

واختتمت جولة سمو ولي العهد بزيارة دولة الكويت.. حيث تتميز العلاقات الكويتية - السعودية على الصعيدين الرسمي والشعبي بالخصوصية، التي ترسَّخت بعُمقها التاريخي، الذي يمتد لأكثر من 130 عاماً، متجاوزة بذلك أبعاد العلاقات الدولية، إلى مفهوم الأخوة والروابط الاجتماعية، وأواصر القربى ووحدة المصير.

فعلى مدى أكثر من قرنٍ من الزمان، وحتى قبل قيام الدولة الحديثة في البلدين الشقيقين، تعاقبت الزيارات المتبادلة بين البلدين بشكلٍ دائم، ولعل أبرزها، من بين صفحات التاريخ، الزيارة التي قام بها المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود إلى الكويت عام 1910 في فترة حكم أمير الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store