Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

أفلاتوكسين «المكسرات» مسرطنات!!

A A
وضحت في مقال سابق خطر العفن الفطري الذي يصحب الحبوب والبقوليات والمكسرات -كل المكسرات- والذي يكون أكثر تواجدًا في الفول السوداني والفستق نتيجة سوء التخزين وطول فترته في وجود جو رطب مما يهيء بيئة مناسبة لتنامي الفطريات التي تنتج مادة أفلاتوكسين Aflatoxins وهي مادة ثبت أنها مسرطنة وكثير من الأمراض التي تكون بسبب الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات إنما تكون بسبب سوء التخزين للأطعمة خاصة الحبوب والبقوليات والمكسرات، وهذا لا يعني أن الإنسان يمتنع عن تناول هذه الأطعمة بل يتحرى وجود هذه الكائنات الدقيقة ومنتجاتها السامة لذلك فإن أهم شيء في حفظ الأغذية والأطعمة هو اتباع وسائل حفظ سليمة وآمنة لحفظها بعيدًا عن التلوث. ولعل من الأمور التي جعل الله فيها حفظًا للأطعمة بطريقة جيدة هو أن جعل سبحانه وتعالى جميع الفواكه محفوظة بقشرة خارجية، فالموز والتفاح والبرتقال وبقية الفواكه مكسية بطبقة حافظة (قشرة خارجية) بحيث لا تتسلل الميكروبات إلى ما يأكله الإنسان من تلك الفواكه، وقد نبه الله سبحانه وتعالى إلى طريقة فريدة لحفظ الحبوب وهي حفظ الحبوب في سنابلها كما قال تعالى (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ).. إن تعرية الحبوب وإخراجها من سنابلها دون أن تحفظ في مكان آمن من البكيتريا والفطريات والطفيليات وغيرها من الكائنات يجعلها بيئة صالحة لنمو الكائنات الدقيقة وإنتاج وإفراز المواد السامة التي هي منتج طبيعي لتلك الكائنات وبالتالي تتسبب في ضرره وقد تنتقل السموم الفطرية من الحيوان إلى الإنسان عندما تتغذى الحيوانات مثل الأغنام والأبقار والدواجن على حبوب مثل القمح تحتوي على تلك السموم فتنتقل إلى البيض واللحم فيتغذى عليها الإنسان فيصاب بالسرطان -لا قدر الله- وغالبًا أن السرطان يحدث في مثل هذه الحالات إذا كانت التغذية تراكمية أي يأكل منها الإنسان باستمرار مما يتسبب عنه تغير في الجينات من طبيعية إلى سرطانية.
إن انتشار مثل هذا النوع من السموم الفطرية في الغذاء ومن ثم يتناولها الإنسان بما أفرزته من مواد مسرطنة سواء للإنسان مباشرة أو للحيوان كوسيط غير مباشر في تغذية الإنسان يعد بحق أحد الأسباب الرئيسة لارتفاع نسبة السرطان خاصة سرطان الكبد وكثيرًا ما تحذر الهيئات العالمية الصحية والغذائية من هذه السموم والتنبيه لخطورتها، وكم أتمنى أن تقوم الجهات الرسمية عندنا بجولات ميدانية على محلات بيع الحبوب والمكسرات والبقوليات وما شابهها خاصة أماكن التخزين للتأكد من خلوها من تلك الفطريات وسمومها وأحيانًا تظهر علامات التخزين السيئ من خلال لون تلك الحبوب والمكسرات والبعض مِن من يبيع لا يدرك خطورة ذلك وليس لديه معرفة لا بالفطريات ولا سمومها وهناك ماهو أسوأ من ذلك وهو أن يعمد التاجر وأحيانًا المزارع الى رش المنتجات الزراعية أو المنتوجات المخزنة من الأغذية بالمبيدات من أجل حفظها من الحشرات أو الكائنات الدقيقة فيبقى من أثر تلك المبيدات ما يصل إلى أنسجة الإنسان وخلاياه عند تناولها ومن المؤكد بيولوجيًا أن تلك المبيدات في معظمها مصنفة أنها مسرطنة، إن حاجتنا إلى توعية الناس إلى ذلك كبيرة جدًا فالصحة والحفاظ عليها من المقاصد الشرعية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store