Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

عندما يتحول الفن إلى علم

A A
بمراجعة لتاريخ الفن والفنانين في المملكة العربية السعودية منذ أكثر من تسعين عامًا حيث كانت البدايات لأشخاص موهوبين عملوا بجهود فردية لترسيخ هذا النموذج من الفنون المختلفة وعكسه على الطابع الخليجي ليمثل طبيعة حياة وتراث شعب المملكة العريق وما يجسده تاريخها من نمو وحضارة، فقاموا بمشاركة مهاراتهم مع المؤسسات الفنية المختصة في جميع الدول المتقدمة في هذا المجال وتحديداً في دول الشرق الأوسط مما كان له الدور الكبير في تأسيس بدايات هذا المجال الثقافي والذي يعكس طابع وروح الفن المعاصر للمملكة، فكان هناك الكثير من الموهوبين الذين أثبتوا كفاءة وقدرة على تمثيل زمنهم بكل احترافية، والذين استطاعوا التأثير بفنهم على مجتمعهم والانتقال به إلى المجتمعات المحيطة الخليجية والعربية والتي حققت استحسانًا وقبولًا بشكل كبير بدأ ينافس المجتمعات المستضيفة له والتي بدورها تبنّت دمج ومشاركة هذه الثقافات مع ثقافات مجتمعاتها للوصول بها إلى العالمية.

ومن خلال توجه قيادة المملكة الحكيمة لدعم هذا المجال الثقافي الهام ضمن رؤية المملكة 2030 ودعم قواعده الأساسية ومفاهيمه الاجتماعية والتي تم من خلالها المبادرة بإنشاء هيئة الموسيقى في فبراير2020م ومقرها الرياض وتهدف إلى تأسيس صناعة احترافية للفنون الموسيقية من خلال إنشاء معاهد لتعليم فن الموسيقى والتي تعتبر بوابة مهمة من أبواب التنمية الثقافية والاقتصادية، وكذلك ستعمل على توفير التراخيص اللازمة لمعاهد متخصصة للأنشطة الموسيقية، وإنشاء قاعدة بيانات لقطاع الموسيقى في السعودية.

وستساهم هيئة الموسيقى في تمكين الجميع باختلاف أعمارهم ومهاراتهم وخلفياتهم الاجتماعية للحصول على فرص لتعلم الموسيقى، ونشر الوعي بثقافة الموسيقى في المجتمع من خلال إنشاء مركز إقليمي لتعليم الإنتاج الموسيقي وجذب المواهب المحلية لتعليمها وفق أسس موسيقية علمية مدروسة، وإنشاء الفرقة الوطنية للموسيقى لتمثيل المملكة في المحافل الموسيقية الإقليمية والعالمية، وتأسيس قطاع يساهم في تنمية الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل للجنسين.

ومن أبرز الفعاليات الثقافية الفنية التي استضافتها مدينة جدة في الأسبوع الماضي حيث كانت حلماً للفنانين السعوديين وهو افتتاح الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في القلب التاريخي لمدينة جدة والذي تصنفه اليونسكو ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، حيث تم عرض 135 فيلمًا من 67 دولة منها 48 فيلمًا تعرض عربياً لأول مرة و27 فيلمًا سعوديًا، كما تم تكريم العديد من الشخصيات الفنية العربية والأجنبية في حفل الافتتاح، وسيختتم المهرجان فعالياته في 15 ديسمبر القادم بحفل تسليم الجوائز حيث سيتم منح أكثر من 700 ألف دولار أمريكي للمشاريع الفائزة بجوائز سوق البحر الأحمر.

ومن خلال هذا التوجه التاريخي للمملكة فإننا نطمح لرؤية مستقبلية واعدة لمؤسسات الفن السعودي وعلى سبيل المثال المدينة الإعلامية لصناعة السينما والمسرح السعودي وتأسيس دار أوبرا سعودية من شباب وشابات الوطن للعمل على نقل وتنمية ثقافات وفنون المملكة المهنية والأدبية للعالم.

وإذا جاز لي إعادة تسمية شهر ديسمبر هذا العام لمدينة جدة فستكون التسمية: ديسمبر الفورمولا1 ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في عروس البحر الأحمر حيث تقام لأول مرة في تاريخ جدة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store